يحتفي العالم غدًا الخميس 14 نوفمبر 2024 باليوم العالمي للتوعية بداء السكري، تحت شعار "كسر الحواجز وسد الفجوات"، بهدف الحد من خطر الإصابة بداء السكري، وضمان حصول جميع الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري على العلاج والرعاية الشاملة والجودة.
وحذر مختصون عبر ندوة "اليوم" من داء السكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة، مؤكدين أن تصحيح نمط الحياة في مرحلة ما قبل السكري قد يساعد الشخص في عدم الوصول إلى مرحلة الإصابة.
الأغا : السمنة جرس إنذار لتفادي السكري
بداية يقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، إن أبرز العوامل التي أدت إلى الإصابة بالسكري "النمط الثاني" عند الصغار والكبار هي السمنة.
ولفت إلى أن اتباع الأساليب الغذائية غير الصحية تمهد لاكتساب السمنة التي بدورها تؤدي مع مرور الزمن للإصابة بالسكري 2، وهذا النوع من السكري يعتبر حالة تؤثر على طريقة استقبال الجسم للجلوكوز، الذي يُعد مصدرًا مهمًّا لإمداد الجسم بالطاقة، فعندما يصاب الجسم بداء السكري النوع الثاني تحدث مقاومة من الجسم لتأثير الأنسولين المسؤول عن تنظيم حركة السكر في خلايا الجسم.
وأكد أن السمنة عند الأطفال أصبحت تشكل أبرز التحديات الصحية التي تواجه الأسر والمجتمعات لاعتبارات عديدة؛ منها المخاطر التي تترتب على المرضى، والانعكاسات النفسية والاجتماعية والبدنية والاقتصادية.
وأضاف "الأغا": هناك عوامل وراء حدوث السمنة وهي: النمط الغذائي، وقلة النشاط والحركة، والعوامل النفسية والبيئية، واختلال في الغدد الصماء، والوراثة، وجينات السمنة؛ وبالتالي فإن عدم علاج السمنة عند الأطفال في السن المبكرة يؤدي إلى مشاكل عديدة مع مرور الوقت، وخصوصًا أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن اعتادوا على تناول الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون، وتناول المشروبات الغازية بكثرة، كما أن قلة الحركة والجلوس أمام أجهزة التلفاز والحاسوب والألعاب الإلكترونية، قلّل بشكل كبير أوقات النشاط الرياضي؛ مما أدى بدوره إلى انتشار البدانة بشكل كبير.
ونبه من أن من أهم الأخطاء السلوكية التي ترتكبها أسر أطفال مرضى السكري، هي اعتقادهم أن العلاج وحده يكفي لمواجهة السكري 2، وهذا بدوره يضاعف المشكلة؛ فمع تناول العلاج يجب أن يتقيد الطفل المصاب بالسكري 2 بالرياضة والحمية، وأن يحرص على ضبط وجباته الغذائية؛ فكل هذه الأمور مهمة للمحافظة على نسبة سكر الدم في المستوى الطبيعي.
وأشار إلى أن النتائج السلبية المترتبة على السمنة لا تقتصر على الجسد فقط؛ وإنما على نفسية الفرد؛ فبالنسبة للتأثيرات الصحية، تتمثل في صعوبة الحركة والجري، وأمراض المرارة، وأمراض الجهاز الهضمي، واضطرابات الدورة الشهرية عند البنات، والشخير واختناق التنفس بالنوم، وأمراض الشرايين وتصلب الشرايين، وزيادة احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان، وارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل والأربطة.
أما بخصوص التأثيرات النفسية فتتمثل في حدوث الاكتئاب النفسي من نظرة طلاب المدرسة والإخوان على أنه بدين؛ مما قد يؤدي إلى العداء والتصرفات غير المحببة، بجانب تأخر التحصيل العلمي، والإحساس بالنقص، واعتزال الزملاء والميل للوحدة، والإحباط، والخجل.
وعن كيفية وقاية الأطفال من النوع الثاني من داء السكري قال البروفيسور "الأغا": هناك عدة خطوات؛ أهمها أن نعوّد أطفالنا منذ صغرهم على الأطعمة الصحية، مثل كثرة تناول الخضراوات والفواكه، والابتعاد عن أكل الحلويات والأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية ودهون عالية مثل الوجبات السريعة، والتي هي من أهم العوامل في انتشار البدانة في جميع أنحاء العالم، وتشجيع ممارسة الرياضة لجميع أفراد العائلة؛ حيث إن الطفل بحاجة لمرافقة أفراد عائلته معهم خلال فترة الحركة والنشاط البدني، والتقليل من الجلوس أمام شاشات التلفزيون والألعاب الإلكترونية، وتعتبر فترة ساعتين في اليوم هي أكثر فترة يسمح بها في الجلوس، وتجنب شرب المياه الغازية والعصائر المحلاة؛ حيث تحتوي على سعرات حرارية عالية، واستبدالها بشرب الماء؛ فهو ضروري جدًا لخلايا الجسم المختلفة.
وفي ذات السياق يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد عبيد باواكد، أن هناك نوعان لداء السكري، الأول وينتج عن نقص الإنسولين أو عدم وجوده نهائياً، وذلك بسبب اضطراب في الجهاز المناعي، فيقوم بمهاجمة خلايا بيتا، وبالتالي يصبح البنكرياس عاجزاً عن إنتاج الإنسولين بكميات كافية للجسم، ومن أعراضه : العطش والجوع الشديدان، وكثرة التبول، والإعياء، وضعف الرؤية، والتعب العام، ويكون علاج هذا النوع بأخذ جرعات يومية من الإنسولين على مدى الحياة.
|