الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ندوة "اليوم".. علاقة وثيقة بين السمنة والسكري ومختصون يقدمون 10 توصيات
الجهة المعنية :المستشفى الجامعي
المصدر : جريدة اليوم
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 12/05/1446
نص الخبر :

يحتفي العالم غدًا الخميس 14 نوفمبر 2024 باليوم العالمي للتوعية بداء السكري، تحت شعار "كسر الحواجز وسد الفجوات"، بهدف الحد من خطر الإصابة بداء السكري، وضمان حصول جميع الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري على العلاج والرعاية الشاملة والجودة.

وحذر مختصون عبر ندوة "اليوم" من داء السكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة، مؤكدين أن تصحيح نمط الحياة في مرحلة ما قبل السكري قد يساعد الشخص في عدم الوصول إلى مرحلة الإصابة.

الأغا : السمنة جرس إنذار لتفادي السكري

 بداية يقول أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، إن أبرز العوامل التي أدت إلى الإصابة بالسكري "النمط الثاني" عند الصغار والكبار هي السمنة.

ولفت إلى أن اتباع الأساليب الغذائية غير الصحية تمهد لاكتساب السمنة التي بدورها تؤدي مع مرور الزمن للإصابة بالسكري 2، وهذا النوع من السكري يعتبر حالة تؤثر على طريقة استقبال الجسم للجلوكوز، الذي يُعد مصدرًا مهمًّا لإمداد الجسم بالطاقة، فعندما يصاب الجسم بداء السكري النوع الثاني تحدث مقاومة من الجسم لتأثير الأنسولين المسؤول عن تنظيم حركة السكر في خلايا الجسم.

وأكد أن السمنة عند الأطفال أصبحت تشكل أبرز التحديات الصحية التي تواجه الأسر والمجتمعات لاعتبارات عديدة؛ منها المخاطر التي تترتب على المرضى، والانعكاسات النفسية والاجتماعية والبدنية والاقتصادية.

وأضاف "الأغا": هناك عوامل وراء حدوث السمنة وهي: النمط الغذائي، وقلة النشاط والحركة، والعوامل النفسية والبيئية، واختلال في الغدد الصماء، والوراثة، وجينات السمنة؛ وبالتالي فإن عدم علاج السمنة عند الأطفال في السن المبكرة يؤدي إلى مشاكل عديدة مع مرور الوقت، وخصوصًا أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن اعتادوا على تناول الأطعمة غير الصحية والوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون، وتناول المشروبات الغازية بكثرة، كما أن قلة الحركة والجلوس أمام أجهزة التلفاز والحاسوب والألعاب الإلكترونية، قلّل بشكل كبير أوقات النشاط الرياضي؛ مما أدى بدوره إلى انتشار البدانة بشكل كبير.

ونبه من أن من أهم الأخطاء السلوكية التي ترتكبها أسر أطفال مرضى السكري، هي اعتقادهم أن العلاج وحده يكفي لمواجهة السكري 2، وهذا بدوره يضاعف المشكلة؛ فمع تناول العلاج يجب أن يتقيد الطفل المصاب بالسكري 2 بالرياضة والحمية، وأن يحرص على ضبط وجباته الغذائية؛ فكل هذه الأمور مهمة للمحافظة على نسبة سكر الدم في المستوى الطبيعي.

وأشار إلى أن النتائج السلبية المترتبة على السمنة لا تقتصر على الجسد فقط؛ وإنما على نفسية الفرد؛ فبالنسبة للتأثيرات الصحية، تتمثل في صعوبة الحركة والجري، وأمراض المرارة، وأمراض الجهاز الهضمي، واضطرابات الدورة الشهرية عند البنات، والشخير واختناق التنفس بالنوم، وأمراض الشرايين وتصلب الشرايين، وزيادة احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطان، وارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل والأربطة.

أما بخصوص التأثيرات النفسية فتتمثل في حدوث الاكتئاب النفسي من نظرة طلاب المدرسة والإخوان على أنه بدين؛ مما قد يؤدي إلى العداء والتصرفات غير المحببة، بجانب تأخر التحصيل العلمي، والإحساس بالنقص، واعتزال الزملاء والميل للوحدة، والإحباط، والخجل.

وعن كيفية وقاية الأطفال من النوع الثاني من داء السكري قال البروفيسور "الأغا": هناك عدة خطوات؛ أهمها أن نعوّد أطفالنا منذ صغرهم على الأطعمة الصحية، مثل كثرة تناول الخضراوات والفواكه، والابتعاد عن أكل الحلويات والأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية ودهون عالية مثل الوجبات السريعة، والتي هي من أهم العوامل في انتشار البدانة في جميع أنحاء العالم، وتشجيع ممارسة الرياضة لجميع أفراد العائلة؛ حيث إن الطفل بحاجة لمرافقة أفراد عائلته معهم خلال فترة الحركة والنشاط البدني، والتقليل من الجلوس أمام شاشات التلفزيون والألعاب الإلكترونية، وتعتبر فترة ساعتين في اليوم هي أكثر فترة يسمح بها في الجلوس، وتجنب شرب المياه الغازية والعصائر المحلاة؛ حيث تحتوي على سعرات حرارية عالية، واستبدالها بشرب الماء؛ فهو ضروري جدًا لخلايا الجسم المختلفة.

وفي ذات السياق يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور خالد عبيد باواكد، أن هناك نوعان لداء السكري، الأول وينتج عن نقص الإنسولين أو عدم وجوده نهائياً، وذلك بسبب اضطراب في الجهاز المناعي، فيقوم بمهاجمة خلايا بيتا، وبالتالي يصبح البنكرياس عاجزاً عن إنتاج الإنسولين بكميات كافية للجسم، ومن أعراضه : العطش والجوع الشديدان، وكثرة التبول، والإعياء، وضعف الرؤية، والتعب العام، ويكون علاج هذا النوع بأخذ جرعات يومية من الإنسولين على مدى الحياة.

وأكمل : أما النوع الثاني فهو يعرف بمقاومته للإنسولين الموجود بكميات كافية في الجسم، وبالتالي يتراكم الجلوكوز في الدم، حيث يصبح الشخص عرضة لمرض السكري، ومن أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا النوع، الأشخاص المصابون بالسمنة، أو ارتفاع ضغط الدم، وتشبه أعراضه أعراض النوع الأول لكنها تكون أقل حدة، ويكون علاجه عن طريق الأقراص المخففة لنسبة السكر في الدم، واتباع نظام غذائي صحي بجانب التمارين الرياضية.
 
 وتابع : يعتقد البعض للأسف أن مشكلة زيادة الوزن والسمنة لا تمتد إلى مضاعفات أخرى، وهذا اعتقاد خاطئ لأنه تترتب عليه مشكلات عديدة تظهر مع مرور الزمن، إذ إن أبرز المضاعفات المترتبة هي عدم القدرة على الحركة بشكل انسيابي أو الجري، إمكانية الاصابة بالسكري، صعوبة في التنفس عند بذل أدنى مجهود، وآلام في مفاصل الجسم، وغيرها من الأعراض.
 
ونصح د. باواكد أنه لحماية الأطفال من الوزن الزائد الحرص على تعديل النظام الغذائي للطفل واتباع النظام الصحي، الحد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، ومنها الأكلات السريعة التي يتناولها الأطفال، الحد من تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، تناول الفواكه والخضراوات بنسبة عالية على مدار اليوم، التقليل من الجلوس أمام شاشات التلفاز والحاسوب على مدار اليوم، ومن المهم الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، والتي تقلل من السمنة وتساعد على الحفاظ على الجسم من التعرض إليها.
 
من جانبه قال استشاري طب الأطفال الدكتور نصر الدين الشريف: "أثبتت الدراسات وجود علاقة بين الألعاب الإلكترونية وزيادة وزن الأطفال، فالأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية في اللعب ويستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية التي تفتقد للقيمة الغذائية والمشروبات الغازية هم أكثر عرضة لزيادة الوزن، فهؤلاء الأطفال يجلسون ساعات طويلة خاملين في موقع واحد، مما يؤدي إلى تراكم الدهون والسعرات في أجسامهم، وتزداد المشكلة أكثر إذا كان الطفل لا يمارس أي نشاط رياضي".

 

وأكمل أن هناك 3 أنواع للسمنة وهي :

 

 أولاً البسيطة: وهي الأكثر انتشاراً والأقل خطورة، وتنتج عن قلة الحركة، مع اتباع نظام غذائي غير صحي وغير متوازن لا تسبب أي تشوهات ملحوظة بالجسم، ويمكن علاجها بأنظمة ريجيم وممارسة تمرينات رياضية؛ ليتم حرق الدهون المتراكمة.

 

ثانيًا المتوسطة : وينتج عنها تشوهات بالمظهر الخارجي للجسم؛ بسبب الخلل في توزيع الدهون على مستوى الجسم وتتركز في الأجناب والبطن والفخذين ومحيطهما، وتعالج من خلال نظام غذائي، إضافة إلى تناول مشروبات الأعشاب المنقصة للوزن، مع تمرينات رياضية.

ثالثًا السمنة المفرطة : وهي السمنة الصريحة، وأقل ما تسببه إعاقة الحركة؛ بسبب امتلاء الخلايا بالدهون وتضاعف عددها، إلى جانب الإصابة بداء السكري وارتفاع الضغط كما تزداد احتمالية تعرض المراهق السمين إلى نوبات قلبية، مع ضعف في الجهاز المناعي، فيصبح عرضة للعديد من العدوى الفيروسية وغيرها.

وشدد د.الشريف على ضرورة التركيز على تربية الأطفال بطريقة تساعدهم في الحفاظ على وزن صحي وتشجيعهم على ممارسة التمارين البدنية والهوايات المتعلقة بالرياضة، كما على الأهل أن يهتموا بشكل كبير بتقديم التغذية السليمة لأطفالهم وتلقينهم منذ الصغر كيفية تحديد الاختيارات الغذائية الصحية، وذلك للحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية، مع ضرورة تشخيص الأطفال الذين يعانون من حدوث تغيرات في الوزن أو يشكون من الوزن الزائد بشكل ملحوظ لدى الأطباء المتخصصين لحمايتهم من الدخول في مراحل متقدمة من السمنة.


براشا : الانعكاسات النفسية عديدة منها تقلب المزاج

ويأخذ استشاري الطب النفسي الدكتور محمد براشا جانب الانعكاسات النفسية التي تترتب عند الإصابة بالسكري فيقول :
عندما يتعرض الفرد للإصابة بداء السكري وخصوصًا الأطفال - لا سمح الله - فأنهم يعيشون حالة نفسية وتقلب المزاج، لأن الأمر أصبح جديدًا في حياتهم إذ تزداد مسؤوليتهم نحو الاهتمام بصحتهم أكثر، والاهتمام بمواعيد العلاج والرياضة والنوم ، بجانب تناول الوجبات الصحية بعيدًا عن الأطعمة التي تربك نسبة سكر الدم.

ولفت إلى أهمية عدم وصول الفرد سواء صغيرًا أو كبيرًا إلى مرحلة السكري بل يجب إتباع النمط الصحي في الحياة ، فالوقاية خير من العلاج ، فمرض السكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة يصيب له الفرد بعد تجاوز المراحل التحذيرية مثل مقاومة الانسولين أو ما يعرف بمقدمات السكري ، فتصحيح نمط الحياة خلال هذه الفترة وتخفيف الوزن قد يساعد في تفادي مرحلة الإصابة.

وختم د.براشا بقوله : يجب تكثيف التوعية بمرض السكري طوال العام وليس في 14 نوفمبر فقد ، باعتبار السكري من الأمراض التي شكلت تحديات كبيرة في جميع دول العالم ، فالسكري لا يتوقف إلى حد المرض ، ولكن له مضاعفات خطيرة تهدد كل الأعضاء الحيوية في الجسم .




 
إطبع هذه الصفحة