الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :يا أطباءنا الكرام.. تفرغوا لمهنتكم واتركوا الصحافة
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/10/1430
نص الخبر :
الاثنين, 19 أكتوبر 2009
د. جرمان احمد الشهري - جدة

لا تخلو أي صحيفة سعودية من تواجد طبيب أو أكثر اعتادوا الكتابة اليومية أو الأسبوعية، في مواضيع جانبية بعيدة كل البعد عن التخصص الطبي الذي يمتهنونه، فهم دائما يسابقون كتاب الصحف في طرح الرؤى والأفكار المتنوعة في الحقول السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويهدف من ذلك الى تحقيق الشهرة (السلبية) لتواري اخفاقهم الذريع في نيل الشهرة (الايجابية) الذي يفترض أن يسعوا إلى تحقيقها من خلال سمعتهم وانجازاتهم الطبية، فلو وظف اولئك الاطباء (الكتاب) مهاراتهم الكتابية لما يخدم المهنة ويرتقي بها لكان أجدى وأنفع، فالطبيب الذي يبحر في اكتشاف الجديد من خلال الابحاث الطبية، والتجارب المعملية المواكبة للتشخيص والعلاج وعلم الأدوية وخلافه مما يخدم مهنة الطب أفضل مليون مرة من الطبيب الذي يتفرغ للتنظير الديني والتحليل الاقتصادي والسياسي!! قد لا يروق هذا الرأي لبعض الأطباء (الكتاب) بل قد يعترض بعضهم مبررا اعتراضه بأن الطبيب مثل اي انسان له مشاعره وطموحاته وهمومه المشتركة مع فئات المجتمع الأخرى، وبالتالي فمن حقه أن يعبر عن تلك الأفكار التي تناقش مواضيع الحياة العامة بعيدا عن مهنة الطب، وأنا أقول إن مهنة الطب ليست كأي مهنة أخرى، فهي مهنة شاقة ومعقدة، مهنة لها بداية وليس لها نهاية، مهنة تستحوذ على التفكير والوقت طوال الاربع وعشرين ساعة لمن اراد ان يكون طبيبا متميزا، فالطبيب الناجح يظل طالبا يتلقى المعارف والخبرات والمستجدات التي تخدم عمله طوال ممارسته للمهنة، ومن ارتضى لنفسه ان يكون طبيبا ناجحا فليبتعد عن كل ما يشغل تفكيره عدا الطب، التعليم الطبي- في نظري- بسنواته الطوال وشهاداته المزركشة، لن يكون ذا معنى اذا لم يواصل التدريب الميداني والاطلاع على الابحاث وحضور الندوات والمؤتمرات الطبية والاستفادة من كل جديد طبي، وهذا العمل شاق ومستمر ولن يدع معه فرصة للثرثرة الصحفية في قضايا ومشاكل المجتمع التي لا تنتهي، فكون الطبيب يشارك الصحفيين في طرح تلك المشاكل لا تتعلق بتخصصه، هو بذلك يكون قد اكتفى بشهادته النظرية ليمارس عمله بالمستشفى كأي موظف عام يحضر في السابعة والنصف صباحا ويغادر في الثانية والنصف بعد الظهر، وبالتالي حصر مهنته في اطار الروتين الاداري وسخر ما تبقى من وقته للعمل الصحفي الذي لا يفيده ولا يفيد المجتمع، واذا كان بعض الاطباء (الكتاب) ملحا على الطلة البهية وشغوفا بالكتابة الصحفية، ليعرض علينا بضاعته اليومية او الاسبوعية، فلتكن تلك البضاعة من مخازن ومستودعات العلم والأبحاث الطبية، اما تنظير الاطباء ودخولهم في معترك الحياة العامة للكتابة الاجتماعية فالقارئ في غنى عنه، خصوصا وان قوافل الكتاب المعنيين بالشأن العام أكثر من عدد أوراق الصحيفة التي يكتبون بها.. ارحموا أيها الاطباء ، فعياداتكم اولى بكم ومرضاكم احوج الى ابحاثكم الطبية وخدماتكم العلاجية جعلكم الله لنا ذخرا بعيدا عن اعمدة الصحافة.


 
إطبع هذه الصفحة