الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :شركة الاتصالات الكواكبية
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/10/1430
نص الخبر :
الاثنين, 19 أكتوبر 2009
أ.د. سالم أحمد سحاب

نشرت الشرق الأوسط (11 أكتوبر) خبرًا جادًّا وطريفًا في الوقت نفسه، إذ ذكرت أن وزير العمل الفرنسي ناشد الشركات الفرنسية الحد من الضغوط النفسية على موظفيها، مستشهدًا بحالات الانتحار المتزايد التي أودت بحياة 24 موظفًا لدى (فرانس تليكوم)، أي الاتصالات الفرنسية، كما أن آخرين حاولوا كذلك الانتحار لكنهم فشلوا.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإن صفة الطرافة مستحقة هنا، ذلك أن في بعض الكواكب البعيدة صدرت تعليمات إلى عموم عملاء شركة (الاتصالات الكوكبية) تحذّر من عدم اللجوء إلى الانتحار جرّاء تردي خدمات تلك الشركة إلى حد يصعب معه تصديق أن ساكني ذلك الكوكب يعيشون في القرن الحادي والعشرين، فربما رجعت بهم (ماكينة الزمن) العجيبة قرنين إلى الوراء، دون أن يشعروا، وربما بمساعدة الشركة إيّاها.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية في ذلك الكوكب (البعيد) أن الشركة المذكورة لا تسمح لأحد بانتقادها في الصحافة علنًا لا عبر خبر، ولا تحقيق، ولا مقال لكويتب صغير، أو كاتب كبير، فهي تؤمن بالمناصحة سرًّا؛ لأن ذلك يدخل في باب (الحياة السهلة)، ومَن يتجرّأ على نقض هذه السياسة الصامتة الحكيمة فسيكون مصيره الحرمان الأبدي من كعكة (الإعلانات) المليئة بألوان الدهن، والسكر، والدسم.
المشكلة كما يرويها أحد خبراء الكوكب (النفسانيين) أن مؤشرات التوجهات الإيجابية نحو الانتحار تبدو في تصاعد لدى عملاء تلك الشركة، في حين وضعت الشركة طينًا متكلّسًا في كلتا الأذنين، فلا يهمها هذا العميل ولا ذاك.
ويؤكد خبراء آخرون أن هذه السياسة العقيمة ستؤدّي على المدى الطويل إلى انتقال عملاء الاتصالات الكواكبية إلى الاتصالات المتنقلة، أو إلى ما هو أزين منها. ويطالب آخرون بمحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير المريع، فالشركة مساهمة، وليست ملكًا لأحد.
ويقول آخرون: رحم الله سيدنا عمر الفاروق الذي كان شعاره: (رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي)، أمّا شعار الشركة إيّاها فهو: (رحم الله امرأً أغمض عينيه، وأصمّ أذنيه، ولجم لسانه، فلا يرى، ولا يسمع، ولا يتكلم).


 
إطبع هذه الصفحة