الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :هل تريدين قبولاً في الجامعة ؟ إذاً.. !! د. لطيفة الجلعود
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة الجزيرة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/10/1430
نص الخبر :

ابنتي هل تريدين قبولاً متميزاً في إحدى الجامعات الحكومية الأربع (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جامعة الملك سعود، جامعة الأميرة نورة، جامعة الملك سعود بن عبد العزيز الصحية) أو غيرها من الجامعات الحكومية؟ ولا تريدين مجرد القبول بل القسم الذي تطمح إليه أغلب الفتيات؟ كالشريعة أو الطب أو إدارة الأعمال أو الحاسب، إنّ هذا حلم وهدف يسهل الوصول إليه بإذن الله.

إذا كنت قد خططت له منذ دخولك للثانوي، فكل شيء له ثمن، إنّ الطالبات اللاتي وصلن للأقسام التي يرغبن بها لم يضعنَ أوقاتهن لما كنَّ في أول وثاني وثالث ثانوي، بل كنّ يغتنمن كل ثانية فضلاً عن الدقيقة، ويؤجلن الاستمتاع بهوايتهن إلى جزء من الإجازة الصيفية وليس كلها أيضاً، بل يستغللن بعضها بما هو مفيد لهن ويساهم في تنمية معلوماتهن وقدراتهن، ولما أقبلن على امتحان قياس أعطينه وقتاً من راحتهن، فجلسن يستعدن ما أخذنه من معلومات مهمة في السنوات الثلاث السابقة لأنه كما هو معلوم أنّ الدرجة موزعة كالتالي: 20% لمعلومات أول ثانوي و30% لمعلومات ثاني ثانوي و50% لمعلومات ثالث ثانوي.

أما الجزء الخاص بالقدرات فهو قياس للقدرات العقلية التي وضعها أناس متخصصون بما يتناسب مع قدرات هذه الفئة إذا مرّنت عقولها وتفكرت فيما حولها.

وبالتالي فإنّ جمعاً كبيراً من الطالبات حصلن على درجات عالية في امتحان قياس مع درجاتهن العالية في التراكمي فجاءت درجاتهن المركبة فوق 95 فدخلن الأقسام التي يطمحن لها وتحققت لهن رغباتهن الأول، وبحكم أنني وكلية القبول والتسجيل فإنّ جمعاً لا يستهان به من الطالبات ومن مناطق نائية كعفيف ورماح حصلت الواحدة منهن على الرغبة الأولى كإدارة الأعمال أو الحاسب أو غيره مما قدمته في رغباتها.

بينما الطالبة التي أمضت السنوات الثلاث أول وثاني وثالث ثانوي وهي تستمتع بكل لحظة من أيام دراستها، فلا يفوتها وليمة عرس إلاّ وحضرتها ولا اجتماع مع الصديقات في ملاهٍ إلا وكانت السبّاقة إليه ولا تحرم نفسها من أي اجتماع تدعى إليه عند أقاربها، وتتفنن في إضاعة وقتها في بيتها ما بين اللابتوب إما على ماسنجر أو متابعة يوتيوب وبين القنوات الفضائية، فلا يفوتها فيلم ولا مسلسل وما بين المكالمات الهاتفية المطولة مع الصديقات، فمضت عليها السنوات الثلاث وهي لا تعرف من الكتب إلاّ أسماءها ولو سألتها عن معلومة مهمة في بعض ما درسته لم تعطك جواباً، ولما أقبلت على امتحان قياس لم تعطه حقه من مراجعة المعلومات المهمة في سنواتها الثلاث، فجاءت نتيجتها في التراكمي مع قياس 75 فأقل فأخذت أختها الجادة الأماكن المتميزة في هذه الجامعات وامتلأت المقاعد بهن، وجاءت هي تطالب أن يكون لها تميز مثلهن، فنقول لكل شيء ثمن ومن طلب العلا سهر الليالي، وهذا أحد قدواتنا: الراجحي كان يعمل في أول حياته في المقيبرة عملاً بسيطاً جداً ولم يترفع عنه وأسهر ليله وأظمأ نهاره حتى وصل إلى تأسيس أكبر مصرف في المملكة.

وهاك مثالاً آخر لو أردت أن يكون زفافك متميزاً لجلست قرابة السنة وأنت تخططين لكل صغيرة وكبيرة فيه حتى لون وشكل المسكة التي ستمسكين بها، كل هذا من أجل أن يصل إلى رضا وقبول الحاضرات لزفافك.

أليس التخطيط لنوع القبول الذي تطمحين إليه أولى من ذلك كله، ثم السعي الجاد لتحصيله؟ بلى والله.

هل تصدقون أنه في يوم الاثنين 3-9-1430هـ دخلت عليّ طالبة مع والدتها، ومنذ البداية تهجّمت عليّ برفع صوتها في مكتبي وبدأت تسب القبول فقلت لها كم نسبتك؟ فقالت 99% فقلت أعطيني شهادتك فقالت 80% فقلت أعطيني شهادتك فأبت بشدة وقالت هل تساعدينني لأدخل ما أرغب أم لا؟ فقلت كيف أساعدك وأنت متحضنة شهادتك لا تريدين أحداً أن يطلع على نسبتك سواك، فخرجت وهي ترعد وتزبد.

أقول بالله عليكم مثل هذه الطالبة التي لم تعرف الأدب فضلاً عن طلب العلم في السنوات السابقة ماذا تستحق، إنه والله لا يراجعنا إلاّ أمثال هذه الطالبة التي استمتعت في سنواتها السابقة بكل لحظة في حياتها، ثم جاءت تريد تحقيق رغباتها بدون سهر الليالي.

ونقول لا زالت هناك فرص نوعية جيدة في المحافظات كالحاسب وغيره، ولكنهم لا يريدون أن يبذلوا أي جهد، مع أنّ الكثيرين يتغرّبون في بلاد بعيدة جداً كأمريكا وبريطانيا وماليزيا ولا يرون بأساً بذلك، ولما تأتي الدراسة في القسم الذي ترغبه لكنه في حريملاء أو ضرماء ترفض.

وإني أتساءل لماذا كثير من بنات هذه المحافظات يدرسن في الرياض ويترددن على جامعات الرياض ولم يرين بأساً في ذلك؟ .. فعندنا عشرات الطالبات من ضرماء وحريملاء والخرج يدرسن في جامعة الإمام بل يواصلن التعليم في الماجستير والدكتوراه ولما يكون العكس وهو أن تقبل في إحدى المحافظات تقيم الطالبة وأهلها الدنيا ولا يقعدونها، والدليل أنّ في جامعة الملك سعود 9289 شاغراً للطالبات كما جاء في الجدول المرفق مع التقرير الأسبوعي الصادر عن وزارة التعليم العالي عن أوضاع القبول في الجامعات السعودية والذي نشرته جريدة الجزيرة الأحد 2-9- 1430هـ .. فأين الطالبات عن هذه المقاعد؟ ألأنها في المحافظات لا يرغبن بها؟.

إنها ثقافة مجتمع لابد من تغييرها لنتقدم نحو الأفضل وأسأل الله العظيم أن يوفق كل طالبة جدت واجتهدت لنيل ما تتمناه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

* وكيلة مركز دراسة الطالبات لشئون القبول والتسجيل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 
إطبع هذه الصفحة