الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :المملكة تشارك باليوم العالمي للنوم
الجهة المعنية :مركز طب وبحوث النوم
المصدر : جريدة الرياض
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 06/09/1445
نص الخبر :

‪تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للنوم، والذي يصادف 16 مارس من كل عام، ويهدف هذا الحدث السنوي للتوعية والتذكير بفوائد النوم الصحي، إضافةً إلى جذب الانتباه إلى المشكلات التي يمكن أن تحدث نتيجة اضطرابات النوم، وقد أثبت العلم أن قلة النوم واضطراباته يمكن أن تؤثران على الإنسان بشكل سلبي، كما أن نقص النوم ومضاعفاته قد تؤدي إلى بعض الأمراض كالسرطان والسكري والسمنة، بالإضافة إلى الاكتئاب والأرق وزيادة القلق، وقد وجد أن جميع الوظائف الفسيولوجية وكل ما يدور في ذهن الإنسان يجرى لها تعديل خلال فترة النوم، ومن المفيد أن ينام الإنسان من 7 إلى 9 ساعات لضمان صحة جيدة، فالنوم الكافي مهم جداً للصحة العقلية والنفسية والجسمية.

ويُعد طب النوم من التخصصات الحديثة، وكانت بدايته الفعلية مع بداية الثمانينات الميلادية، ومع مرور الوقت أصبح للتخصص أهميته نظرًا لضرورة دراسة النوم، واكتشاف 84 اضطرابًا شائعًا للنوم تعد من الأمراض المزمنة التي تحتاج رعاية طبية، منها على سبيل المثال؛ مرض النوم القهري وهو عبارة عن نوبات نعاس لا يمكن مقاومتها، ومشاكل انقطاع التنفس أثناء النوم، بالإضافة إلى التشنج النومي والأرق والحركات اللاإرادية والكوابيس.

السعوديون أقل شعوب العالم نوماً.. 6.5 ساعات في اليوم

مرتبة متقدمة

وتعد المملكة من الدول المتقدمة في طب النوم، وهي من أوائل الدول التي أنشأت زمالة تخصصية لطب النوم، وتحتل مرتبة متقدمة بين الدول التي نشرت تصنيفًا واضحًا لطب النوم وتقنية النوم، ويأتي ذلك بعد تأسيس د. أحمد باهمام في جامعة الملك سعود أول مركز أكاديمي لطب النوم في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط، واكتسب المركز سمعة دولية إيجابية، نظرًا لوفرة الأبحاث العلمية الطبية المنشورة في العالم عن اضطرابات النوم، ولا شك أن نقص النوم خلال الليل ينعكس سلباً على تحصيل الطلاب ويؤثر على مستواهم الدراسي.

وفي المملكة بدأت اكتشافات أمراض النوم وعلاجها في عام 1989م من قبل الدكتور أحمد باهمام بعد تخرجه من كلية الطب بجامعة الملك سعود وذهابه إلى كندا لدراسة التخصص، وبعد عودته تم تعيينه أستاذًا مساعدًا في جامعة الملك سعود عام 1998م، رُقي بعدها ليصبح بروفيسورًا في الطب الباطني وطب التنفس والنوم، وأسهمت جهوده العلمية في نشر أكثر من 300 ورقة علمية و130 خلاصة بحثية، بالإضافة إلى كتابة كتابين علميَّيْن، والمشاركة في كتابة 50 كتابًا في مجال طب النوم واضطراباته، وبما أن عادات النوم واضطراباته في المجتمع السعودي تحتاجان إلى مزيد من الدراسة التفصيلية فقد اختار د. باهمام أن يقضي قرابة ربع قرن من حياته في دراسة مشاكل النوم وعلاجها، كانت حداثة تخصص طب النوم دافعًا كبيرًا للدكتور أحمد ليوجه شغفه البحثي نحو علم جديد لم يسبقه إليه كثيرون، حتى أصبح اليوم من رواد طب النوم على المستوى العالمي، يقول د. أحمد باهمام: "قال لي زملائي في فترة الابتعاث، أني أضيع وقتي في تخصص لا يعرفه أحد، لكن بعد أكثر من 25 عامًا، أرى الأثر كبيراً جدًا".

لم يُعطَ حقه

ويرى المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز أنه برغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلاّ أن هذا الجزء الهام لم يعطَ حقه من البحث العلمي، وهناك اعتقاد سائد أن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه، والواقع المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث إنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض.

ويعتبر تخصص طب واضطرابات النوم أحد التخصصات الحديثة في الطب، وقد بدأ يأخذ وضعه الطبي البحثي الحديث خلال الربع قرن الماضي، وضم التصنيف العالمي لاضطرابات النوم أكثر من 84 اضطراباً لكل منها شروطه التشخيصية وطرق علاجه المختلفة.

ويعتبر مركز تشخيص وعلاج اضطرابات النوم في مستشفى الملك خالد الجامعي مركزا أكاديمياً وبحثياً متخصصاً ورائداً في تشخيص وعلاج اضطرابات النوم على مستوى المملكة، ويستقبل المركز المرضى من جميع مناطق المملكة ومن كل الفئات العمرية وقد تم إجراء دراسات لبعض حديثي الولادة، ويستمر العمل في المركز على مدار الساعة حيث تجري دراسات النوم الليلية والنهارية ويتم مراقبة الوظائف العصبية والتنفسية والقلبية خلال النوم وتحتوي الدراسة الواحدة على حوالي 800 - 1000 صفحة من المعلومات الفيزيولوجية ويستغرق جمع المعلومات للمريض الواحد حوالي السبع ساعات وتستغرق قراءة الدراسة الواحدة حوالي الساعتين.

اختلاف الساعات

وتختلف ساعات النوم من شعب إلى شعب آخر، ومن منطقة جغرافية إلى أخرى، ويلعب المناخ دوراً أساسياً في تكوين العادات السائدة في النوم، والمجتمع السعودي يتميز بأنه مجتمع مسلم تفرض عليه مواعيد الصلاة أوقات النوم، كما أن حرارة الطقس خاصةً في فصل الصيف تؤثر كثيراً في مواعيد النوم، حيث يقل النشاط عادة في فترتي الظهيرة والعصر، ويزداد في فترتي المساء والليل، وكشفت دراسة استخدم فيها باحثون، الشعوب التي تنام أوقاتاً أطول من غيرها، عبر تطبيق "Sleep" الذي يستخدمه أكثر من مليون شخص في العالم، والذي يتتبع نشاط الأشخاص بما في ذلك النوم، فتبين أن الأقصر في أوقات النوم هم سكان اليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية فهم ينامون لمدة 6.5 ساعات في اليوم، ويبلغ متوسط عدد ساعات النوم لسكان الكرة الأرضية بالمجمل 7 ساعات و12 دقيقة، أمّا أطول فترات نوم في العالم فتعود للنيوزيلنديين الذين ينامون 7 ساعات و40 دقيقة يومياً، كما دخل سكان هولندا وفنلندا وأستراليا وبريطانيا ضمن البلدان الـ 5 الأوائل بالنسبة لأطول فترات يقضيها سكانها في النوم، فهم ينامون أكثر بقليل من 7 ساعات ونصف في اليوم، وينام سكان روسيا أقل بقليل من سكان الدول الأوروبية المجاورة، حيث بلغ متوسط عدد ساعات نومهم في اليوم حوالي 7 ساعات و10 دقائق، ولاحظ العلماء أن الرجال ينامون في المتوسط بقدر 20 دقيقة أقل من النساء وخلص العلماء في النتيجة إلى أن سكان البلدان المتقدمة ينامون أكثر من غيرهم.

السعوديون والسهر

ومن خلال عدد من الدراسات التي أجريت منذ عدة سنوات عن عادات النوم في المجتمع السعودي خصوصاً، فقد أعطت تلك الدراسات تصوراً عن بعض عادات النوم، ففي بحث نشرته المجلة الطبية السعودية وجد أن وقت النوم خلال أيام الأسبوع لعينة من السعوديين ممن معدل أعمارهم 33 عاماً هو الساعة 12 و30 دقيقة بعد منتصف الليل، في حين أن معدل وقت النوم عند عينة أخرى من غير السعوديين ممن يعملون في المملكة كانت عند الساعة 10 و50 دقيقة مساء، وأثبتت دراسة أجراها الدكتور أحمد باهمام على عينة من طلاب كلية الطب، فقد حصل على نتائج مشابهة، ونشرت الدراسة في مجلة العلوم العصبية، وقد وجد أن طلاب المرحلة الابتدائية في عينة شملت أكثر من 1000 طالب وطالبة يسهرون أكثر من قرنائهم من نفس المرحلة العمرية في بعض الدول الغربية، ويذكر د. باهمام - أستاذ أمراض الصدر واضطرابات النوم - أن المجتمع السعودي تطبع بعادة السهر التي لا تتوافق مع ثقافتنا الإسلامية التي تحض على النوم مبكراً.


 
إطبع هذه الصفحة