الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :سامية العمودي.. سعودية هزمت سرطان الثدي فشاركت في مكافحته عالميًا
الجهة المعنية :كلية الطب
المصدر : جريدة اليوم
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 26/03/1445
نص الخبر :

بدأت قصة حياة الدكتورة سامية العمودي كأي فتاة عادية، إلا أنها تحوّلت إلى ملحمة ملهمة بعد أن واجهت تحدي سرطان الثدي في عام 2006.

 

تعافت العمودي من الإصابة الأولى، لكنها واجهت المرض مرة أخرى في 2015، ومع ذلك، فقد قررت العمودي أن تنتصر على المرض وتصبح رمزًا للسرطان في العالم العربي.

لم تكتفِ العمودي بالصبر والإيمان فحسب، بل نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات بعد تعافيها، وأنشأت ”كرسي الشيخ العمودي لسرطان الثدي“، وهو مركز متخصص للبحث والتوعية حول سرطان الثدي.

وفي إطار توسيع نطاق عملها، اكتشفت العمودي ثغرة كبيرة في نظام الرعاية الصحية لمرضى السرطان خلال زيارتها للولايات المتحدة الأمريكية؛ واستندت إلى هذا الاكتشاف لتأسيس مركز العمودي لتميز في مجال الرعاية والخدمات الصحية المتعلقة بسرطان الثدي.

تحقيق الحلم

وبعد تحقيق هذه الإنجازات، صحّت رؤية العمودي وحققت حلمها الذي رافقها منذ تخرجها من الجامعة، وهو ”التمكين الصحي“.

في عام 2016، أطلقت العمودي مبادرة ”التمكين الصحي“، التي استضافتها كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، وأصبحت لاحقًا رئيسة ومؤسسة أول وحدة للتمكين الصحي والحقوق الصحية بالكلية.

تعتبر العمودي واحدة من أشجع نساء العالم اللواتي بحاولن تحسين الصحة وتعزيز الوعي الصحي، وتعتبر أول سعودية وخليجية يتم انتخابها في مجلس ادارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بجنيف.

وفي هذا السياق، قالت مؤسس ورئيس أول وحدة للتمكين الصحي والحقوق الصحية بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز أ. د سامية العمودي: ”شهر أكتوبر هو شهر يحتفل به وينظم فيه العديد من الفعاليات والحملات التوعوية حول سرطان الثدي. وفي الدول الأوروبية أيضًا، يواجه الكثير من النساء تعتيمًا مماثلاً لمرضهن“.

وأضافت العمودي: ”في عام 2006، قدمت للعالم كتابًا يحمل عنوان (أكسر حاجز الصمت)، بهدف توعية النساء بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي. في ذلك الوقت، لم تكن هناك حملات توعوية كافية حول هذه المسألة وكان هناك تغييب للمعلومات حولها. ولكن بفضل الجهود المبذولة والمكثفة من قبل وزارة الصحة والجمعيات الخيرية والجامعات والمستشفيات، تحول هذا الموضوع من التغييب إلى النور والمعرفة“.

ويعد شهر أكتوبر فترة حافلة بالفعاليات والتوعية حول سرطان الثدي في المدارس والجامعات والمستشفيات والأندية النسائية، وتحظى هذه الفعاليات بدعم واسع من المجتمع، وتساهم في زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر وتشجيع النساء على إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن المرض في مراحله المبكرة.

 

نشر التوعية بسرطان الثدي

وأعربت الدكتورة العمودي عن تفاؤلها وثقتها في أن تستمر جهود التوعية والتثقيف حول سرطان الثدي، وأن يتحول هذا الموضوع من مجرد قضية صحية إلى جزء من الثقافة الصحية للنساء في المملكة والعالم العربي بأسره، مشددة على أن الوعي والتوعية هما المفتاح للتصدي لسرطان الثدي والحد من تأثيره السلبي على حياة النساء.

وأشارت إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الدول العربية تعد أعلى من الدول الأوروبية، وذلك نتيجة لقلة المعرفة والجهل بحقوق مرضى السرطان. مؤكدة أن الدولة والشريعة تتكفل بمساعدة ودعم مرضى السرطان، وأن هناك حقوق أخرى تتعلق بالقدرة على الإنجاب.

وبينت أن النساء في الفئة العمرية بين 40 و50 عامًا هن الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، ولكنها أكدت أن هناك أيضًا نساء في سن 30 عامًا يعانين من هذا المرض، بعضهن متزوجات والبعض الآخر غير متزوجات.

وأشارت إلى وجود شابات متزوجات يصبن بهذا المرض، وعند انتهاء فترة العلاج يحاولن الإنجاب، لكنهن يواجهن صعوبة بسبب نقص المعلومات الصحية والمساعدة الطبية.

وأوضحت أن بعض العلاجات الكيميائية التي يتم استخدامها قد تؤثر على خصوبة المرأة وتسبب العقم. ولذلك، دعت إلى ضرورة مراجعة طبيب العقم أثناء فترة العلاج، للتعامل مع المشكلة قبل حدوثها.

وأشارت إلى توفر أحدث الأجهزة في المملكة لسحب البويضات وتجميدها وتخزينها، مما يمهد الطريق لحل هذه المشكلة.

وأشادت "العمودي" بجهود هيئة كبار العلماء، حيث أصدروا في عام 2019 فتوى تجيز علاج العقم الناتج عن أدوية سرطان الثدي بسحب البويضات وتجميدها وتخزينها، واعتبرت ذلك فتحًا من الله.

دعم الأسرة

ولفتت إلى أهمية الدعم النفسي لأفراد الأسرة المحيطين بمرضى السرطان، الذين يواجهون تحولات صحية ونفسية وجسدية وعاطفية كبيرة. فعلى سبيل المثال، يؤدي العلاج الكيميائي إلى تساقط الشعر لدى البعض، واستئصال الثدي أو الثديين يؤثر على أنوثتها، مما ينعكس على نفسيتها بالخوف من عدم استجابتها للعلاج ووفاتها، وتحتاج هي وأولادها إلى دعم صحي متعدد المستويات.

وشددت الدكتورة العمودي على أن الدعم النفسي يعزز المناعة ويساعد المريضة على التأقلم وقبول الوضع. وتؤكد أنها تعتبر نفسها محظوظة لأنها تلقت دعمًا نفسيًا من أفراد عائلتها وأصدقائها والمجتمع بأكمله، وهو ما ساهم في تقديم الدعم الكبير لها من خلال المقالات والرسائل التي تلقتها عندما قررت مشاركة قصتها علنًا.

وأشارت إلى أننا لا نزال لم نصل إلى النقطة التي يجب أن نصل إليها دائمًا. فعندما يصاب الزوج بالمرض، غالبًا ما يُغفَل عنه الدعم النفسي الذي يحتاجه كشريك في الحياة. ويصبح لدى الزوجة قدرة أقل على أداء مسؤولياتها المعتادة، مما يستلزم على الزوج تحمل مسؤوليات جديدة لم يعتاد عليها من قبل، وتزداد الأعباء عليه دون أن يتم التركيز على الدعم النفسي له وللأطفال. وبالتالي، يحتاج الزوج والأطفال إلى دعم كبير وجلسات حوارية للتعايش مع هذه الأزمة.

وشددت على أن الدعم الروحي موجود دائمًا، ولكن رفع هذا الدعم وتعزيزه يجعل فارقًا كبيرًا فيما يتعلق بالرضا والصبر والأجر.


 
إطبع هذه الصفحة