توصلت دراسة حديثة ومهمة هي الأولى من نوعها في المملكة ومن الدراسات القليلة على مستوى العالم إلى أن للأشعة الكونية والتغيرات في النشاط الشمسي تأثير على هطول الأمطار في المملكة العربية السعودية خلال العقود الماضية.

حيث قامت طالبة الماجستير هديل العمودي بقسم علوم الفلك والفضاء بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز بإجراء الدراسة تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حمزة مغربي والدكتور عايد سليمان الرحيلي رئيس قسم علوم الفلك والفضاء بكلية العلوم جامعة الملك عبدالعزيز، إلى هذه الحقيقة العلمية.

والأشعة الكونية عباراة عن جسيمات مشحونة تأتي من الفضاء الخارجي من مصادر ليست معروفة تماماً، وتسير بسرعات تماثل سرعة الضوء، وتتفاعل مع مكونات الغلاف الجوي وتؤثر على التراكيب الفيزيائية والكيميائية فيه. وقد تم تحليل بيانات الأشعة الكونية الشهرية وعدد البقع الشمسية (وهي مؤشر للنشاط الشمسي) لفترة تمتد من عام 1985 إلى عام 2019. وتم تحليل متوسط كميات الأمطار من 19 موقعًا في المملكة خلال نفس الفترة.

حيث أظهرت النتائج وجود علاقة عكسية بين كمية الهطول السنوي في المملكة ومعدل الأشعة الكونية خلال الدراسة، وكذلك معدل البقع الشمسية. تم استخدام أدوات التحليل الزمني الحديثة لتحليل التغيرات الدورية لهذه الثلاث متغيرات.

وتتمثل الأهمية الكبيرة لهذه الدراسة في فهم أفضل للعلاقة بين المناخ والطقس وتأثير النشاط الشمسي على المتغيرات المناخية، بما في ذلك كميات الأمطار. يمكن أن تساعد هذه النتائج في توجيه السياسات واتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة الموارد المائية والزراعة والتخطيط العمراني، وتحسين نماذج التنبؤ بالطقس والمناخ في المملكة العربية السعودية، وبالتالي تحسين التخطيط للمشاريع الزراعية وإدارةالموارد المائية بشكل مستدام.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم هذه الدراسة في تحقيق رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية، التي تهدف إلى خلق بيئة مستدامة وفهم ومواجهة التحديات المتعلقة بالتغير المناخي. فهم أفضل للعلاقة بين النشاط الشمسي وكميات الأمطار يمكن أن يساهم في تحسين استراتيجيات التكيف مع التغير المناخي وتخفيف آثاره، وتحقيق تنمية مستدامة.

بشكل عام، توفر هذه الدراسة قاعدة علمية قوية ومعرفة عميقة لفهم التغيرات المناخية وتأثير العوامل الطبيعية عليها. ومن خلال تطبيق النتائج والاستنتاجات في السياسات والتخطيطات الحكومية، يمكن تحقيق تقدم كبير في تحقيق الاستدامة البيئية وتحقيق رؤية 2030 وخلق مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية.