الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :جامعات السوق!!
الجهة المعنية :رئيس الجامعة
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 24/05/1444
نص الخبر :
ارتفعت قدرة الجامعات خلال الثلاثة عقود الماضية على بيع ما تنتجه من خدمات معرفية وتعليمية للأفراد والمؤسسات والشركات.. ولم يكن هذا النوع من التجارة إذا جاز التعبير بالأمر الجديد، فخلال تنامي المنافسات الرياضية بين الجامعات الأمريكية في العام 1915م، حصدت جامعة ييل بولاية كنتيكت الأمريكية العريقة -تأسست في العام 1701م- أرباحاً قدرت وقتها بمبلغ مليون دولار من جراء فوز فريقها الرياضي لكرة القدم.. غير أن الجامعات الأمريكية منذ منتصف سبعينيات القرن الميلادي الماضي أصبحت أكثر اندفاعاً من ذي قبل نحو عملية جني الأموال من نتائج بيع أبحاثها وأنشطتها العلمية وإطلاق برامج ومشروعات ربحية كإصدار براءات الاختراع وتحويلها لمنتجات يمكن تسويقها عن طريق شركات ناشئة تابعة لها.

لكن عالم الاقتصاد والذي يعد واحداً من أشهر المبتكرين والمبدعين، الأمريكي «تورشتاين فبلن»، حذر من أن يتحول دور الجامعات إلى مؤسسات تجارية؛ فقال في كتابه بعنوان «التعليم العالي في أمريكا» الذي أصدره 1918م: «إن الخوف من أن تتحول الجامعات وتتنافس في تقديم التعليم بالأسلوب ذاته الذي تتبعه المؤسسات المتنافسة في تجارة التجزئة على الزبائن».

 
في بداية القرن الواحد والعشرين، وجدت الجامعات الأمريكية على وجه الخصوص نفسها في وضع تحسد عليه بأبنيتها الجميلة ومختبراتها وأساتذتها وأنشطتها البحثية التي تعتبر المكونات الضرورية لاستمرار نمو الجامعات وازدهارها وتقدمها العلمي الذي يمكن أن يحوله آخرون إلى منتجات جديدة ذات قيمة، أو أن يقدموا اكتشافات علمية وطبية تنقذ حياة الناس.. أدى هذا النوع من الحراك الجامعي إلى زيادة انتباه وسائل الإعلام، وتنامي التمويل المقدم من الجهات والمؤسسات الحكومية.. ونجح هذا الحراك العلمي إلى خلق عدد كبير من الفرص الوظيفية من جني الأرباح، وزاد التصدير الأمريكي للخارج ليصبح حوالى 80% من صادرات أمريكا من نتاج أبحاث ومختبرات الجامعات الأمريكية، وأدركت عندها الجامعات أن دورها تخريج مجاميع من العلماء والمفكرين والمكتشفين بدلاً من المتعلمين، وأنها تستطيع بيع حق استخدام اكتشافاتها العلمية، وبذلك تحولت إلى جامعات عظيمة كما ذكر ذلك عالم علم الاجتماع الأمريكي «جوناثان كول» في كتابه «جامعات عظيمة».. وقد خطت بعض جامعاتنا السعودية خطوات كبيرة -ولله الحمد والمنة- في هذا الاتجاه وأصبحت نتيجةً للدعم والتشجيع من قبل القيادة الرشيدة -حفظها الله- من الجامعات العظيمة، كجامعة الملك فيصل بالاحساء، وجامعة الملك سعود في الرياض، وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وجامعة طيبة في المدينة المنورة.

 
إطبع هذه الصفحة