الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ابتكار سعودي جديد نظام يرصد الطائرات المسيرة..نقلة نوعية في الدفعات الجوية
الجهة المعنية :الإدارة العامة لتقنية المعلومات
المصدر : جريدة اليوم
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 22/03/1443
نص الخبر :
أكد أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز، البروفيسور د. أحمد برناوي، في حواره لـ«اليوم»، أن نظام رصد الطائرات المسيرة الذي ابتكره سيشكل نقلة نوعية في الدفاعات الجوية، وأن النظام المسجل كبراءة اختراع يعمل على اكتشاف المسيرات المهاجمة عن طريق تحسس الأصوات المنبثقة منها، وتوزيع عناصره حول المنطقة المراد حمايتها، لتتضافر هذه العناصر معا، وتكتشف المسيرات المهاجمة، وتحدد موقع المهاجم، وتقدر سرعته، وتوقع مساره بدقة، تمهيدا لاعتراضه.

وأوضح أن هذا النظام يشكل تطورا على الأنظمة الموجودة حاليا لتحسس الأصوات، وذلك من ناحيتين، خاصة أن التحسس الجوي للأصوات سيزيد من مدى التحسس بمقدار 180 % مقارنة بالتقنيات المتاحة، ما يزيد من دقة تحديد المسيرات المهاجمة، وبالتالي يتم استخدام وسائل دفاعية تتناسب معها تكون رخيصة التكلفة وبأضرار جانبية أقل، وإلى تفاصيل الحوار..




كيف بدأت العمل في المشروع؟

- في عام 2018 انتهينا من مشروع بحثي مدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لتطوير منصة لتطوير تطبيقات طائرات «الدرونز»، واكتسبنا من خلال تنفيذ هذا المشروع خبرة كبيرة في مجالي الدرونز والذكاء الاصطناعي، وفي عام 2019 حدث الهجوم على المنشآت النفطية في حقلي خريص وبقيق، باستخدام الطائرات المفخخة، الذي كان بمثابة نقطة تحول للمختصين في المجال، وانعكس أثر الهجوم الإرهابي بشكل مباشر على أسواق النفط العالمية، وأثار الذهول كيف يمكن لتقنية سلمية ورخيصة الثمن أن تتحول إلى أداة تدمير بهذا الشكل، ومن هنا من واقع تخصصنا بدا لنا أن نبحث عن حل لهذه المشكلة، فدرسنا هجوم المسيرات، وأساليب التصدي لها، والتقنيات المتاحة لذلك، ووجدنا أن اكتشاف وتحييد هذه الطائرات المسيرة المصممة للقيام بأنشطة ضارة بمصلحة الوطن يشكل تحديا كبيرا.

وما الحلول المتاحة لاكتشاف المسيرات المعادية؟

- هناك عدة حلول تتلخص في استخدام الرادارات لكشف الأهداف، أو باستخدام الكاميرات، وتوظيف برامج الرؤية بالحاسوب لتصنيف المسيرات، ولكن لكلتا الطريقتين ثغرات وقصور في التعامل مع هذه المسيرات صغيرة الحجم، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، ما جعل منها أجساما شبحية شبه متخفية على الرادارات والكاميرات، وهناك طريقة أخرى تعتمد على تحسس الإشارات الصوتية المنبثقة من الدرونز، ولكن هذه الطريقة بها قصور من ناحية الدقة والمدى، ولم يتم توظيفها بشكل متكامل حتى الآن، ولكن الاختراع الذي جئنا به يعالج جوانب القصور هذه.

وكيف يمكن إيقاف هذه الهجمات؟

- في الوقت الحالي لا يمكن إيقاف الهجمات إلا باستخدام أنظمة متقدمة للدفاع الجوي، مثل طائرات «الأواكس»، ومقاتلات إف - 15، ويشترط توجيه هذه الأنظمة مسبقا لمواقع الهجوم المحتملة، كنشرها على الحد الجنوبي مثلا.

ولتحييد هذه المسيرات المعادية، لا بد من استخدام قوة هائلة، ربما تنتج عنها أضرار جانبية، وبذلك فالحلول المتوافرة مكلفة جدا قياسا بتكلفة المسيرات المستخدمة في الهجوم، وهذه النقطة مهمة كذلك في النظام المبتكر، وأنه يزيد من دقة تحديد المسيرات المهاجمة، وبالتالي يتم استخدام وسائل دفاعية تتناسب معها تكون رخيصة التكلفة وبأضرار جانبية أقل.

ما أبرز الإضافات، التي يقدمها الاختراع؟

- النظام المبتكر هو نظام موزع محمول جوا، يُعرف اختصارا بـ«DAAADS»، لاكتشاف المسيرات المهاجمة عن طريق تحسس الأصوات المنبثقة منها، وتوزيع عناصره حول المنطقة المراد حمايتها، وتتضافر هذه العناصر معا لاكتشاف المسيرات المهاجمة، وتحديد موقع المهاجم، وتقدير سرعته، وتوقع مساره بدقة، تمهيدا لاعتراضه.

ويشكل هذا النظام تطورا على الأنظمة الموجودة حاليا، وأن التحسس الجوي للأصوات سيزيد من مدى التحسس بمقدار عدة أضعاف، إضافة إلى زيادة التغطية.

ماذا عن الاعتمادات المتعلقة بالحصول على براءة الاختراع؟

- يوجد في جامعة الملك عبدالعزيز فريق عمل محترف معني بتسجيل الابتكارات وبراءات الاختراع، وتحملت الجامعة أعباء تسجيل براءة الاختراع في أمريكا، وخضعت براءة الاختراع هذه لعدة مراحل للمراجعة، ومنها مراجعات أمنية في أمريكا.

ما المسافة التي يمكن رصدها قبل وقوع أي ضرر؟

- تموضع حساسات الموجات الصوتية جوا يزيد من مداها، لأنها ستكون في نفس ارتفاع المسيرات المهاجمة، لذا فإن الموجات الصوتية المنبعثة من المسيرات المهاجمة ستكون أقوى، أما بخصوص المدى -بحسب حساباتنا- فإن النظام المبتكر يزيد مدى التحسس بمقدار 180 % مقارنة بالتقنيات المتاحة، التي تتحسس للصوت أرضا.

هل يستطيع النظام تمييز نوع مصدر الصوت بناء على الطيف الترددي؟

- نعم، النظام يمكنه تمييز مصادر الأصوات، وإن أي جسم طائر سواء طائرة ركاب أو مسيرة أو حتي الطيور، يصدر بصمة صوتية خاصة به، تتناسب مع خصائصه، وبإمكان النظام تمييز نوع مصدر الأصوات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ما أهم المجالات، التي قد يستخدم فيها الاختراع؟

- يمكن استخدام النظام في الكشف عن القوارب المفخخة المسيرة، التي تهاجم المنشآت البحرية والموانئ، ويمكن للبصمة الصوتية تحديد المواقع واعتراضها قبل إصابة الهدف.

ما الخطوات التالية حتى يرى هذا المشروع النور؟

- لا بد من وجود رؤية طموحة وإمكانات لدى الجهة الساعية لامتلاك وتطوير تقنيات فائقة، والريادة في ذلك، وهذا ما يتوافق مع رؤية المملكة الطموحة 2030، ونحتاج تكوين شراكة مع عدة قطاعات لتقديم دعم لوجيستي ومادي لتطوير هذا النظام بشكل متكامل.

هل جاءتك عروض لتبني المشروع أو تطويره؟

- تواصلت معنا جهات من داخل المملكة وخارجها، من أمريكا، وأوروبا، والخليج، أبدت اهتمامها بالتقنية، وننتظر حاليا تحديد أطر للتعاون لتطوير التقنية، ونطمح في تطوير النظام بمقومات وشراكات وطنية، ونحرص على ذلك إذا كان ذلك خيارا.



 
إطبع هذه الصفحة