أكد متحدثون في الندوة المصاحبة لمعرض «نايف.. القيم» بالقرية الرياضية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، على التزام الأمير نايف بن عبدالعزيز «رحمه الله»، بالقيم الأخلاقية في جميع أعماله وسياساته إضافة إلى إسهاماته الكبيرة والفاعلة طوال خدمته في وضع سياسة المملكة بكافة الجوانب، ونجاحه في محاربة قضايا التطرف والإرهاب بصرامة، ونشره الفكر المعتدل، وحرصه على نجاح مواسم الحج، والتي كرس لها الكثير من وقته وجهده.
عمل خيري
وكان المعرض قد شهد أمس، الجلسة الثالثة، برئاسة الأستاذ د. أسامة طيب، وتضمنت محاضرة بعنوان «قيم العمل الخيري في فكر الأمير نايف»، وقدمها الشيخ د. عبدالله التركي وتحدث خلالها عن مفهوم العمل الخيري في فكر الأمير نايف، وارتباطه التام بالعمل الشرعي انطلاقا من كتاب الله وسنة نبيه محمد «صلى الله عليه وسلم»، بعيدا عن المصال
حماية فكرية
ودارت المحاضرة الثانية بعنوان «القيم الإنسانية في شخصية الأمير نايف» والتي ألقاها الشيخ د. صالح بن حميد، حول القيم الإنسانية وربطها بالقرآن والسنة وانشغاله بالحماية الفكرية ومساعدته للفقراء والضعفاء ودعم أسر شهداء الواجب بالتواصل معهم معنويا وماديا إضافة لاتصافه بالحزم والقوة والتواضع واللين وتطبيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع.
وتناول د. ساعد الحارثي في المحاضرة الثالثة «القيم الإستراتيجية للإعلام في فكر الأمير نايف»، ومنها أن تكون المبادئ والأهداف التي يرتكز عليها الإعلام السعودي منبثقة من الإسلام الذي تدين به عقيدة وشريعة وأن تعمل وسائل الإعلام في إطار السياسة الإعلامية السعودية على ترسيخ الإيمان بالله- عز وجل- في نفوس الناس، وتعميق مبدأ الطاعة لله ورسوله وأولي الأمر، باعتبار ذلك مطلبا شرعيا تقتضي المصلحة تحقيقه، والتصدي لما يضاده.
ح الذاتية والسياسية.
إسهامات فاعلة
إلى ذلك أوضح رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية سابقا د. أحمد علي، أن الالتزام بالقيم الأخلاقية المستمدة من ديننا الحنيف تتجلى في جميع أعمال وسياسات الأمير نايف «رحمه الله»، مضيفا إن الدارس لمسيرته كوزير للداخلية وولي العهد وعضو في العديد من الجهات العليا في الدولة، يتبين له الالتزام القوي بالمبادئ والقيم التي آمن بها طوال حياته، وأشار د. علي، إلى أن الأمير نايف «يرحمه الله» له إسهامات كبيرة وفاعلة طوال خدمته كنائب لوزير الداخلية ووزير للداخلية في وضع سياسة المملكة في التعامل مع العمالة الوافدة، القائمة على العدل والإنصاف والمحافظة على حقوقهم والسماح لهم بتحويل كامل مستحقاتهم إلى بلدانهم وذويهم بدون أي قيود، امتثالا للحديث الشريف «أعط الأجير أجره، قبل أن يجف عرقه».
جولات ميدانية
وأضاف: وكان رحمه الله لا يكتفي بإصدار التوجيهات والتعاميم لقيادت الحج، وإنما كان في كل عام يقوم بالاطلاع على تفاصيل الحج، ويقوم بجولات ميدانية على كافة المرافق بالمشاعر المقدسة، ويجتمع بالمسؤولين والعاملين الميدانيين، وكنت أسمعه بأذني وهو يؤكد على جميع المسؤولين والعاملين على تقديم أفضل الخدمات، مت
مبادئ راقية
ومن جهته، أكد عبدالرحمن بن علي الربيعان، أن الأمير نايف- رحمه الله- أمضى نحو 60 عاما في العمل الأمني، مشيرا إلى أنه تشرف بالعمل تحت إدارة وتوجيهات سموه قرابة 28 عاما، وعرفت من خلالها ما كان يتمتع به -رحمه الله- من قيم أخلاقية سامية ومثل عليا، ومبادئ راقية.
شخصية فذة
وقال الربيعان، إن الأمير نايف- رحمه الله- قامة من قامات هذا البلد الأمين، وشخصية فذة وفريدة، وكان لسموه مكانة عظيمة في التاريخ السعودي الحديث، لما بذله من جهود على مختلف الأصعدة للسهر على أمن البلاد، واجتثاث منابت الفتن، وإعلاء مكانة المملكة عربيا وإسلاميا وعالميا، وحرصه الدائم ومحبته الكبيرة لأبناء هذا الوطن.
حلين بحسن المعشر ودماثة الخلق، لتقديم الصورة المشرفة عن المملكة.
عدل وتواضع
وأضاف إن الأمير نايف- يرحمه الله- اتصف بقيم وصفات ومبادئ قل ما تجتمع في شخص واحد، منها العدل والتواضع والحلم والحكمة والحزم والتأني في اتخاذ القرار، كما اتصف بكرم الأخلاق وعفة اللسان وهدوء النفس ومواساة المكلوم ونصرة المظلوم وردع الظالم، وأثبت- رحمه الله- جدارته فيما أوكل إليه من مهام، لعل أبرزها قضايا التطرف والإرهاب، التي تصدى لها بصرامة.
مسؤولية الجميع
وأوضح الربيعان، أن من الأمور التي أولاها- رحمه الله- جل اهتمامه المحافظة على الأمن والاستقرار للمملكة، حيث كان يرى أن المحافظة على الأمن والاستقرار أمانة، وكان يؤكد «أن الوطن مسؤولية الجميع، والمواطن هو رجل الأمن الأول». وقال إن قضية المحافظة على الأمن وقطع دابر المفسدين وحماية الوطن من كيد الكائدين كانت شغله الشاغل طيلة حياته -رحمه الله-، كما أن حقوق المواطنين وكرامتهم من أهم اهتمامات سموه، فالمواطن له مكانة سامية لديه، يثق به وبصدق الولاء والانتماء الوطني لديه، وأشار إلى أن الأمير الراحل نبه إلى أن الإرهاب نتاج فكر منحرف، وأن محاربته تتطلب نشر الفكر المعتدل، وكان يردد دائما أن «الفكر لا يُحارب إلا بالفكر»، وهذه عبارة موجزة تحمل دلالات متعددة، ويرى أن المحرضين أشد خطرا من منفذي العمليات الإرهابية، ورغم ما قام به المطلوبون أمنيا من اعتداءات وتجاوزات إلا أن عين العطف والتسامح كان لدى سموه- رحمه الله-، حينما قال «الباب سيبقى مفتوحا أمام التائبين».