الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :90% من السعوديين يؤكدون اتكالية الأسرة وإرهاقها للأب
الجهة المعنية :كلية الاقتصاد والإدارة
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/05/1430
نص الخبر :

جدة: حمد العشيوان

ألقى المشاركون في استبيان المبادرة الوطنية للتكافل الاجتماعي باللائمة على أفراد الأسرة السعودية في إرهاق كاهل رب الأسرة مادياً وتعطيل كافة أشكال التكافل الأسري من خلال امتناعهم عن مساعدة الأب في إدارة ميزانيات الأسرة حسب ما استنتجته المرحلة الأولى والثانية من تعبئة الاستبيان.
وصوت المشاركون في الاستبيان بواقع90 % من إجمالي المشاركين الذين تجاوزوا 200 ألف صوت، لصالح الإجابة "نعم" على السؤال المطروح حول الاعتقاد الشائع بأن الأسرة السعودية إتكالية وترهق الأب وأن بإمكانهم بشكل أو بآخر مساعدته في إدارة الشؤون المادية للمنزل.
وعلق الدكتور صالح الرميح أستاذ علم اجتماع التنمية في جامعة الملك سعود على نتيجة الاستبيان بالقول إنها نتيجة منطقية وتعبر بشكل صريح عن قلة إدراك وعدم وعي من قبل أفراد الأسرة لدور الأب وذلك بإثقالهم لكاهل الأب وعدم مساعدته مضيفاً أن السبب الأول للنتيجة يكمن في حجم الإعالة الأسرية والذي يعد الأكبر مقارنة بما يصرف في العديد من دول العالم.
وعلق أستاذ الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور صالح العبد الرحمن على نتائج الاستبيان بالقول" إن من المسلمات التي يؤمن بها المجتمع السعودي أن الأب دائما مايتولى مهمة تلبية احتياجات الأسرة بأكملها حتى بالرغم من وجود فرد بداخلها يعمل ويحصل على راتب شهري، الأمر الذي يكلف الأب التزامات "فوق طاقته".
وقال العبدالرحمن في تصريح لـ"الوطن" إن هذا الاستبيان يأتي بعد يومين من تقرير أظهرته شركة ماستر كارد أشار إلى أن السعوديين من أكثر الشعوب في منطقة الشرق الأوسط من ناحية الإنفاق، إذ قرر ثلث السعوديين إنفاق 20% من مرتباتهم على البضائع الاستهلاكية إضافة إلى إنفاق 27% منهم نحو 20 إلى 30% من مرتباتهم، وتنفق نسبة قليلة مقدارها 14.3% ما يصل إلى 40% من مرتباتهم على البضائع والخدمات الاستهلاكية، مؤكداً في الوقت ذاته أن جميع هذه المصاريف يتحملها رب الأسرة لتأمين احتياجات عائلته.
وبالعودة إلى أستاذ علم الاجتماع الدكتور صالح الرميح الذي قال "بأن عدد أفراد الأسرة الكبير يشكل عامل آخر لإرهاق الأب مادياً خاصة أولئك الذين تنخفض أجورهم ويتأثرون سلبياً بحجم الإعالة وعدم القدرة في أحيان كثيرة على سد احتياجات الأسرة، مشيراً إلى أن تقارب الأعمار بين الأبناء لا يدع مجالاً لتنظيم اقتصاديات الأسرة في ظل قلة الفرص الوظيفية لدى فئة الشباب وانعدامها عند الفتيات.
وفرضت نتيجة الاستبيان الذي وزع منه أكثر من 200 ألف نسخة على كافة شرائح المجتمع المدني خلال المرحلة الأولى والثانية من المبادرة عدة تساؤلات حول دور أفراد الأسرة المحلية تجاه تفعيل وتعميق مبادئ التكافل الاجتماعي، انطلاقا من مسؤولياتهم الأسرية ودفعاً لمضامين ومحتوى المساعدة المادية بين كافة أفراد الأسرة، وبما يضمن مستقبلاً مادياً أفضل يساهم في تنفيذ الخطط تجاه سد احتياجات الأسرة و تحقيق اكتفائها الذاتي.
وأشار الرميح إلى أن المجتمع السعودي يبدو استهلاكيا من الدرجة الأولى وهو ما يعني إرهاق كاهل الأب مادياً في ظل ارتفاع حجم الطلبات اليومية لدى أفراد الأسرة لافتاً إلى أن الحل يتمثل في معالجة المجتمع من الناحية الاستهلاكية خاصة أن هذه الطلبات قائمة على تقليد الأقران في الأسر الأخرى والمحاكاة لظروف العصر الحالية.
وأشار الرميح إلى أن أبرز الحلول لمعالجة مشكلة إرهاق الأسرة للأب والامتناع عن مساعدته يكمن في شفافية رب الأسرة مع بقية أفرادها حول إيضاحه لحقيقة دخله الشهري، وطلبه التكيف من قبل أفراد الأسرة مع حقيقة هذا الدخل، وترتيب الأولويات بما يعود بالنفع على كل فرد منها مؤكداً أن الحلول الأخرى تتمثل في إيجاد شراكة حقيقية داخل الأسرة من خلال توزيع مصروف شهري لمرة واحدة لكل فرد من أفرادها، دون أن يصبح الأب ملزماً بدفع أي مبالغ أخرى طيلة الشهر، عدا عن توزيع المسؤولية داخل المنزل من حيث خلق الأدوار بين الأبناء في متابعة ما يصرف لتسديد فواتير الكهرباء والاتصالات ومؤونة المنزل الشهرية وكذلك المصروف المخصص شهرياً لتبضع الأسرة.

 
إطبع هذه الصفحة