الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :المفتي العام: أمتنا جزء من العالم الذي يموج بالمشاكل وعلينا وضع الخطط لإنقاذها
الجهة المعنية :موضوعات عامة
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/05/1430
نص الخبر :
الأحد, 24 مايو 2009
محمد المرعشي ، أحمد رافد - جدة تصوير: بكري القرني ، وليد الصبحي

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، وبحضور سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، افتتح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ورئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء أمس أعمال المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي الذي يقام تحت عنوان: “الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيقه”، وذلك بمشاركة 62 دولة وذلك بفندق الهيلتون بمحافظة جدة.
التنسيق والتضامن
وألقى الأمين العام لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالعزيز بن عبدالرحمن السبيهين كلمة أكد فيها أن الاجتماع جاء تأكيداً لرغبة ملحة وصادقة في استمرار العطاء والتواصل والتعاون والتشاور تحقيقاً للتضامن الإسلامي ونشراً للدعوة إلى الله، عز وجل، وتوجيهاً للعمل الإسلامي وتنسيقا للجهود المبذولة فيه. واستعرض مؤتمرات الأوقاف السابقة وكذا القرارات الصادرة عنها تجاه عدد من القضايا والمحاور التي نوقشت في تلك المؤتمرات ومنها ما يتعلق بالدعوة الإسلامية والجوانب المؤثرة في حياة الأمة كالتعليم ومؤسساته وضوابط النشر على الانترنت والعناية بموضوع التيارات والحركات المعادية التي تستهدف الإسلام والأمة.
وعدد الأمين العام لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الموضوعات التي ستكون محور مناقشات أصحاب الفضيلة والمعالي وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي في مؤتمرهم الثامن، لافتا النظر إلى أن المؤتمر يعقد في مرحلة تكالبت فيها بعض القوى على الإسلام وكثرت فيها التحديات الثقافية والفكرية وازدادت الخطورة فيها على ناشئة المسلمين وشبابهم من الانسياق وراء دعوات باطلة وأفكار ضالة.
وقال: ومن هنا تتعاظم مسؤوليات وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية لدول العالم الإسلامي بتكثيف الجهود والاهتمامات في تصحيح الأسس والمنطلقات وتوجيه القوى والطاقات الوجهة السليمة النابعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لتحقيق الأمن الفكري بين شبابها وإثراء الحوار بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأخرى بما يؤدي إلى خير الإنسانية وتجنيبها خطر الصراعات وما تجلبه من آثار سيئة ومفاسد خطيرة.
الشريحة الكبرى
ثم القى سماحتة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة كلمة رحب فيها بأصحاب المعالي، وقال: في هذا المكان المبارك بلد الحرمين الشريفين وبجوار بيت الله الحرام، انكم ايها الاخوة تمثلون الشريحة الكبرى من هذه الامة بل تمثلون بلادا وشعوبا، فعلى الجميع السعي في اصلاح مجتمعاتكم، وعلينا جميعا الاهتمام بذلك والعناية بمصالح الامة والسعي في النهوض بها ورقيها والدفاع عن قضاياها والمحافظة على مكتسباتها وثوابتها، وقال سماحته: وما مؤتمركم هذا إلا تأكيد على ما يصلح الأمة ويحقق لها الأمن والاستقرار في حاضرها وفي مستقبلها بما يصلح القلوب ويقوى به روابط المحبة والأخوة الصادقة ويجنب الأمة الفرقة والاختلاف ويحميها من التدهور. وأضاف سماحته: إن العالم اليوم يموج بالمشاكل ويغوص بالمعضلات ويتعرض للمحن والفتن ويواجه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكرية والعقائدية، وعالمنا الاسلامي جزء من ذلك العالم من أحزان واحداث، وأكد سماحته أن العالم الاسلامي يشكو من تحالف الأعداء وهجومهم على الإسلام ومن جرأة بعض المنافقين على قضايا الامة وعبادتها وثوابتها، كما يشكو من ضعف فكري عن بعض أبناء المسلمين مما يستدعي من بعض العقلاء والمفكرين والمسؤولين ان يوحدوا صفهم ليضعوا الخطط المناسبة لانقاذ الأمة.
مفترق الطرق
وأشار سماحته إلا أن الأمة الإسلامية تقف اليوم على مفترق طرق فإما ان ترضى بالإسلام عقيدة ومنهاجاً وتتمسك به تسمكا صحيحاً لتؤدي رسالتها كما اراد الله سبحانه وتعالى وإما أن تستسلم للأعداء ومكائدهم، مضيفاً سماحته أن عالمنا اليوم يفقد الأمن بمعناه الشامل إذ أن الأمن من أعظم مطالب الحياة وهو ضرورة لكل مجتمع، موكداً أن أي بلد يفقد الأمن تعمه الفوضى وتسفك فيه الدماء وتنتهك فيه الأعراض ويحل الخوف محل الأمن والفقر محل رغد العيش. وقال سماحته: انكم تجتمعون اليوم لتدارس جانب مهم من جانب الامن الا هو الامن الفكري الذي يعنى بأمن المسلم على مبادئه وثوابته واعتزازه بعقيدته وثقافته المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه، أخواني الكرام نحن في هذا العصر في امس الحاجة لتذكر الأمن الفكري ونكثف الجهود في تحديث صورة الأمن الفكري وذلك لأن العالم يتعرض اليوم لنكسات ولاسيما العالم الاسلامي منه من اعمال ارهابية وتدبيرات عدوانية تستهدف الأبرياء والمعاهدين والمستأمنين وتسعى الى زعزعة الامن.
وأضاف سماحته: يتعرض الكثير من أصحاب الفكر الصحيح لسفك الدماء والى التكفير من بعض الذين انحرفوا في عقيدتهم الصحيحة وبذلك يستغل الاعداء هذه الأحداث للنيل من الإسلام ومبادئه، كل هذا نتيجة لذلك الفكر السيئ الذي يحمله للأسف بعض أبناء المسلمين المنخدعين بالآراء البعيدة عن منهج الامة.
ودعا سماحته إلى مواجهة الغزو الفكري بكل أنواعه وإلى مواجهة بعض المواقع والقنوات التي تغرر بضعفاء البصيرة ويصورونهم أنهم على حق، كما دعا سماحته إلى الاهتمام بمعاجلة القصور في مناهج التعليم في العالم الإسلامي وتعزيز دور المسجد لمكافة هذا الداء الذي اصاب الأمة.
وقال سماحته في نهاية كلمته: هناك وصايا أسوقها لكم لعلها تكون سببا في علاج هذا الفكر السيئ، أولا: مركز عام للبحوث الإسلامية لاستقصاء كل فكر سيئ وعلاجه ولا أصدَق من ذلك كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للأمن الفكري الذي يعالج هذه القضايا علاجا حكيما، ثانياً: يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورا إعلاميا كبيرا لخدمة قضايا هذه الأمة.
وألقى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر الأوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة نقل فيها: تقدير وترحيب وتحيات راعي هذا المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله، من الرياض العاصمة للحضور، وتمنياته ودعاؤه لهم في هذا المؤتمر وفي جميع أعماله بالنجاح والتوفيق والنفع العام للإسلام والمسلمين، مضيفا: هو أيده الله يحرص على نصرة الإسلام، ونصرة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- ويعمل جاهداً على إصلاح نظرة العالم لهذا الدين العظيم، ويضع البرامج الهادفة القوية للتعريف بسمو هذا الدين، وإزالة الشبهات عنه، وحوار أتباع الديانات والثقافات للوصول إلى جسر معرفي، وإلى تواصل إنساني يحقق للعالم السلام والرحمة والعدل، ويحقق للمسلمين أيضاً العزة والكرامة.
وقال: إن التحديات الكبيرة التي تعانيها الأمة اليوم وقفتم منها في جميع وزاراتكم ومؤسساتكم الدينية الموقف الواجب في التصميم على تجاوزها، وفي الإصرار على مواجهتها، المواجهة العلمية والعملية بوضع البرامج الكفيلة بمواجهتها وزوالها.
لقد شُوه الإسلام ونُسب إليه ما ليس منه بقصد تارة، وبغير قصد تارة أخرى، فكانت برامج التعريف بالإسلام، وإيضاح حقائقه في العالم عبر جميع الوسائل المتاحة مأرزاً وقوة يطمئن ويصار إليها.
وأضاف: إن هذه الإساءات الظالمة في حق نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم أوجبت العمل تجاهها نصرة لنبي الإسلام وتحقيقاً للتوحيد وحفاظاً على هيبة الأمة وعزتها، إن عزة الأمة بدينها فيه قوتها وفيه منعتها، والعلماء والهداة بهم تنهض الأمة، وبهم تتحرك، وأوضح أن الفئة الضالة المارقة جاءت بالتكفير والتفجير، مخالفة لإجماع الأمة سلفاً وحاضراً فأفسدت عقائد، وعطلت شرائع، وسلبت أمناً دينياً ودنيوياً، وحاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فساداً، فكانت الدول وجماعات العلماء وأهل الرأي والفكر وأرباب القلم والإعلام مجمعة على وجوب استئصال هذه النِّحلة وتطهير الأديان والأوطان من شرها، تحقيقاً للأمن التام؛ الأمن في الأديان والأمن في الأوطان، إن التأريخ علمنا أن الاعتدال داعية البقاء، وأن الغلو والتطرف إلى زوال، لقد ضعفت الأمة لما فشت فيها مفاهيم الاختلاف وقلت فيها مبادئ الائتلاف، ولما انتشرت فيها ثقافة قوة الانفراد وغاب عنها {وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان}، وهانت لما صار الرأي الواحد أصوب من رأي الجماعة، وصارت الفتوى المتشددة أصوب من الميسرة بدليل وتعليل وصار القدْح والانعزال أفضل من التواصل المعرفي، والحوار البناء.
إن مؤتمرنا هذا وقد حمل أوراق عمل مليئة بالتعامل مع التحديات، وعناصر البناء نستشرف من خلاله الوعي التام بضرورة المضي في العمل لنصرة هذا الدين وفي العمل على تجديده عبر أدواتنا وقنواتنا الرسمية.
مظلة كل عمل إسلامي
وقال: لايمكن لوزاراتنا أن تحقق آمالنا مالم نحشد لمشاريعنا وبرامجنا كل الطاقات البشرية والعملية، من المؤسسات الرسمية والأهلية والأفراد، فوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية مظلة كل عمل إسلامي صالح، ودور الفتوى أساس لمنطلق الناس فيما يصلحهم. وختم بقوله: أما سمـاحة والدنـا الشيـخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ فله منا التقدير الأكبر والشكر الأوفر على مشاركته لنا حفل الافتتاح واتحافنا بهذه الكلمات التي سيؤخذ بها في هذا المؤتمر، وبعون الله نفتتح مؤتمرنا هذا سائلاً الله جل وعلا أن يجعله نافعاً.
واستشهد سيد حامد سعيد كاظمي وزير الشؤون الدينية الباكستاني في كلمته بكلمة سمو الامير نايف بن عبد العزيز في افتتاح المؤتمر الاول للفكر الأمني بجامعة الملك سعود بالرياض: “أن المخاطر المهددة له لم تعد مجرد تنظير أو توقعات بل باتت حقيقة تستوجب مواجهتها والإلمام الواسع والدقيق بها ووضع الخطط والاستراتيجيات العلمية للتعامل معها والحد من آثارها وتأثيراتها الآنية والمستقبلية”.. وأضاف كاظمي نقلا عن كلمة الامير نايف: “أن المملكة في مقدمة الدول التي تضررت من اختراق سياج الامن الفكري لبعض أبنائها ممن وقعوا تحت تأثير الفكر الضال المخالف للفطرة السليمة ولتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف مما جعلهم وبكل أسف يقومون بأعمال التخريب والإفساد في الأرض من قتل وتفجير وتدمير للمتلكات وعدوان على الأنفس المعصومة وانتهاك لحرمات الدين ومصالح العباد”، ودلل الكاظمي على أن باكستان تقاوم الآن بجيشها فلول الإرهابيين، مؤكدا أن الجيش يسطير على الفئة الضالة.


 
إطبع هذه الصفحة