الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أزمة عباءة "فوق الرأس" وجامعة الإمام
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/05/1430
نص الخبر :


حليمة مظفر

يبدو أن الدكتور عبدالله الغذامي قد شكل في استضافته أزمة في جامعة الإمام الإسلامية بالرياض
حتى تم تأجيل أو إلغاء المحاضرة نتيجة معارضات المتطرفين، رغم سياسة القيادة الحكيمة على تبادل الحوار ورفض التصنيف والغلو؛ لكن الانصياع لهذا التطرف، لا يأتي بنتيجة إيجابية؛ بل هو تمكين لهؤلاء في نيل مقصدهم لإلغاء الآخر عند كل محاولة صراخ لهم.
وهذا التطرف لم يأت دون إشارات واضحة لتياره الذي يعتبر الجامعة ملكاً له، وخاصة شطر الطالبات، كون التعامل مع المرأة بفرض وصاية تزيد عن حدها المسموح تُمكن من قراءة إشارات التطرف جيدا، فعباءة "فوق الرأس" تشكل أزمة بين الإدارة النسائية لشطر الطالبات وبين الطالبات أنفسهن، وليس فقط تجبر عليه طالبات البكالوريوس، بعذر أنهن أقرب للمراهقة، بل حتى مع طالبات الدراسات العليا اللاتي تجاوزن المراهقة، وأغلبهن أمهات وموظفات.
فقد أجبرت جميع الطالبات على ارتداء عباءة فوق الرأس، وإلا يتم استدعاؤهن للمكاتب الإدارية، لأخذ التعهدات عليهن بعدم ارتداء عباءة الكتفين، أو يتعرضن للمضايقات عند باب الخروج من الحراس، وهذه الأزمة قبل نشرها يوم السبت بصحيفة المدينة 9 مايو، كانت إحدى الصديقات اللاتي تحضر دراستها العليا في الجامعة؛ قد أطلعتني عليها وعلى ما تتعرض له من مضايقات بسبب عباءتها والتي اعتادت أن ترتديها في جدة، وكما قالت لي: "اضطررت لشراء عباءة فوق الرأس، كي تكف الإداريات في الجامعة عن ملاحقتي واستكتابي للتعهدات دون احترام لسني أو لكوني موظفة".
ماذا يحدث أيضا ؟ تخبرني بما أكده تقرير صحيفة المدينة"أنه من الممكن بسهولة أن يفتشوا جوال الطالبات إذا لم ترتد إحداهن عباءة فوق الرأس، ليمسكوا عليها شيئا يدعوهم ربما لإجراء عقابي إداري لها" وتتابع حديثها"معاملة الإداريات سيئة جدا، وتقوم على الاتهام والشك والريبة، وعند خروجي للأسف يستوقفني الحارس ويرفض إخراجي حتى أرتدي عباءة فوق الرأس".
وبصراحة، لا أعتقد أن هناك تعميماً من وزارة التعليم العالي للجامعات بإجبار الطالبات على ارتداء العباءة فوق الرأس، وإلا لكانت كل الجامعات السعودية ومن قبلها المدارس الحكومية طبقته، وإنما الاحتشام هو المقصد الحقيقي وليس بالضرورة بعباءة "فوق الرأس"، وما يمارس هو محاولة لإجبار الطالبات على الازدواجية والنفاق في الدين، فمن لا تفعل ذلك، يساء معاملتها، وبالتالي تخريج دفع تتصف بالتشدد والتطرف وترفض الآخر الذي يختلف شكلا لا مضمونا عنها، والسؤال الأهم الآن: هل سيتم تصحيح هذا الوضع في الجامعة ؟ وهل على المثقفين أن يدفعوا الثمن.. إلى متى !؟.


 
إطبع هذه الصفحة