الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الدراسات العليا.. أزمة القبول والمخرجات!
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/06/1437
نص الخبر :
أسامة يوسف
الدراسات العليا.. أزمة القبول والمخرجات!
أعداد المتقدمين إلى برامج الدراسات العليا في ازدياد هائل، ومُربِك في نفس الوقت، ولا أدري هل يعتبره الأكاديميون أمرًا صحيًا أم لا؟
على أيّة حال.. معايير القبول في بعض الجامعات تعاكس وتناقض أهداف الدراسات العليا نفسها، وتحارب الطالب المبدع بقصد أوعن غير قصد، بجمود اللوائح أحيانًا، وبمخالفتها الصريحة بناء على الضبابية المتروك مدى عمقها، وتأثيرها، وشمولها، واتساع مساحتها لحرية أعضاء هيئة التدريس في القسم وفقا لأهوائهم ومحسوبياتهم..! والمخرجات واضحة!
فهل يُعقَل أن تقبل طالبًا في برنامج الدكتوراة، وخاصة في العلوم النظرية أوالإنسانية أوالأدبية غير قادر على كتابة رأيه، ولا يستطيع صياغة سؤال واحد صياغة بحثية، موضوعية، لأجل فقط اجتيازه اختبارًا صوريًا محشوًا بالمعلومات الجامدة والتاريخية التي لا يحفظها الأساتذة أنفسهم كما هو مطلوب في الاختبار؟!! فقط لأن الطالب قد لُقّنها من قبل؟!!
وما يسلّيك في هذا الأمر، ويخفف عن المحترقين لأجل الموضوعية في البحث العلمي والمصداقية والشغف بالبحث؛ أن الطالب المسكين يمشي على خطى أستاذه الملقَّن أصلا، فيحسب أنه في المسار الصحيح غير ضالِّ عنه! فليست هناك -(وسأدلّك على آخر صيحات البحث العلمي الجديدة والعجيبة في هذا الخصوص في المقال القادم)- أيُّ نتائج مجتمعية مرجوّة ممن ختموا شهاداتهم بختم رسمي، بأطروحات (ليست علمية بالمستوى المتقدم) تخجل من مطالعتها بدءًا من عناوينها المبتذلة والمتكررة تكرارًا لا يضيف جديدًا بأسلوبٍ ومنهجٍ يخالف أولى أبجديات البحث العلمي، وخاصة في مرحلة الدكتوراة التي تتطلب وتشترط الأصالة والجدة في موضوعاتها المبحوثة؟.. وأيُّ حركة فكرية أوثقافية منتظرة ممن نشأ على هذا الطريق وهذا الفكر؟!!
كل هذا يهون إذا عرفت أن عددًا غير قليل من أساتذة الجامعات المتخرجين في أقوى الجامعات الغربية توقفوا عند الشهادات التي رجعوا بها، دون أدنى إضافة أوبحث ترقية، ولمدة سنوات عديدة، سوى نشاط غير طبيعي في اللجان والمجالس (مدفوعة الثمن) والاستشارات باهظة التكاليف!
في حين يجتهد (الملقَّن) إذا اجتاز مرحلة الدكتوراة حثيثًا في بحوث الترقية على نفس الخطى الضائعة، مع جهد مشكور -وغير طبيعي أيضًا- في اللجان.. وليته رحِمَنا واكتفى بدرجة (أستاذ مساعد).. لأن بحوث الترقية تلك التي صعدت به إلى درجة الأستاذية (بروفسور) لا تصلح للعرض أمام الطلاب المبتدئين، فكيف بالعرض على مجلات علمية محكّمة، إضافة إلى أن كثيرًا من الطلاب يؤكدون أن بعض بحوث الترقية إنما تقوم على أكتافهم هُم ومشاركاتهم دون استئذانهم طبعًا!..
وإلى أن يشاء الله.. فلا نزال في معترك المشكلات الأكاديمية ما لم تُفرِز الجامعات بشكل جديّ ومهنيّ وموضوعيّ المستحق للدخول في هذا المجال العريق من الأساس!
تخيّل أن أكثر من جامعة ما تزال لا تفاضل بين طالبٍ لديه نشاط كتابي أوله نشر علمي، ومشاركات في مؤتمراتٍ، وطالبٍ لم يسمع بهذا من قبل، فكلهم لدى القسم سواء.. إلا.. (من أتى القسم بقلب سليم) سليم من النشاط الكتابيّ ومُتخَما بالمعلومات الجافة والملقَّنة!

 
إطبع هذه الصفحة