الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :خيرية في الجامعة
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/06/1437
نص الخبر :

خالد صالح الفاضلي

كانت بداية ونهاية هذا المقال هي كالتالي (امنحوا الجامعات سيطرة كاملة على الجمعيات الخيرية إداريا وماليا، سياسيا وتنفيذيا)، هكذا اعتقادي وإيماني المنحاز الى أن الجامعات تمتلك مفاتيح حلول لكل مشكلات التنمية لكنها تحتاج إلى ثقتنا بها، وبكادرها الأكاديمي، ونضع على طاولاتهم مشاكلنا وإشكالاتنا.

 
تحتاج خارطة العمل الخيري والإنساني إلى إعادة رسم، فتماما كالفرق بين رسومات خارطة العالم القديم وخرائط «قوقل ماب» يجلس البون ويتسع لناحية استمرار العمل الخيري متمسكا بكونه امتدادا للمشروع الديني وليس للمشروع الإنساني، فالفروقات كبيرة جدا بين «إنساني» و«ديني» في مجال العمل الخيري «نظريا وتطبيقيا»، وكذلك في النوايا، التطبيقات، الخطط، العدالة، والنتائج المؤثرة بطبيعتها لاحقا على السلم المجتمعي وأمن المجتمعات.
 
هذا ليس كلاما كبيرا، لكنه ليس صغيرا، فالسجون والدولة تتحمل حاليا عبء استضافة مواطنين نتيجة ضعف أداء مؤسسات وجمعيات الجسد الخيري في السعودية، فالنظريات الجنائية تقول (الجريمة بنت الفقر، أو الجهل، أو كليهما)، وأن غالبية «السجين الوارد» إلى الزنزانات في سجون المدن أتوا من خارجها، وعلى وجوههم بقايا ختم عنوان المرسل كالتالي «كانت طفولتهم في بيئات فقر وجهل».
 
كل بيئات الفقر الموجودة، مسؤولية الدولة ثانيا، والعمل الخيري أولا، لكن ضعف العمل الخيري هو مسؤولية الدولة أولا وآخرا، لذلك فإن نقل أمانة العمل الخيري إلى الجامعات، ومنح الجامعات كامل السيطرة والاستحواذ عليها سيمنحنا ثمرات متعددة أصغرها نفعا هو حقنا في أن تأخذ الجامعات دورها في إعادة صياغة حلول الفقر، وتشارك في تطبيقات حلوله، والفقر هنا ليس للمال فقط، بل أيضا للمعرفية، والإنسانية.
 
أغلب مكاتب ومستودعات وإدارات جمعياتنا و مؤسساتنا الخيرية في كونها أقرب إلى مكان الباذلين من أماكن المحتاجين لخدماتها المعلنة والمكتوبة على أبوابها.
 
وصول الجسد الخيري «ماليا، وقانونيا» تحت سماء جامعاتنا يساعدنا على إسقاط تهم كثيرة قائمة ضد كيان العمل الخيري، بما فيها الفساد المالي، النفاق العقائدي، الضعف المحاسبي، ، الأفكار التقليدية، وكذلك يمكن الجامعات من بناء وعي مبكر لدى الطلاب والطالبات بمفهوم «الوطنية» من خلال مشاركتهم في تشغيل واختراع برامج تنموية.
 
أكرر، ضعوا العمل الخيري في سلة أمانات الجامعات، يحتاج العمل الخيري إلى كادر معرفي يمثله أساتذة الجامعة والباحثون، وكذلك إلى كادر تشغيلي متحمس وأمين يقوم به طلاب الجامعات كواجب إنساني أو واجب أكاديمي، ذلك من أجل إنقاذ القيمة الإنسانية للعمل الخيري قبل أن يتسبب الشك في إحداث حالة طلاق «بالثلاث» بينه وبين المجتمع.


 
إطبع هذه الصفحة