الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :مقتل الرشيدي والنهايات المفتوحة لرواية الإرهاب!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/05/1437
نص الخبر :
عاصم حمدان
مقتل الرشيدي والنهايات المفتوحة لرواية الإرهاب!!

** ذكرت الكاتبة المعروفة أمل زاهد، في مقدمة مقالها على صفحات هذه الجريدة الغراء «الثلاثاء، 21 جمادى الأولى، أن «السؤال الأكثر إثارة لحيرة المجتمع السعودي، والذي فُجع بمقتل رجل الأمن الشهيد بدر الرشيدي -رحمه الله رحمة الأبرار- بيد ستة من أقاربه، هو كيف استطاع هذا الفكر الإرهابي الهيمنة على عقول معتنقيه؟» ولعلها في الجزء الأخير من مقالها القيِّم دعت بصراحة إلى ما هو واجب ومطلوب، وهو «إطلاق عقال الأسئلة، وفتحها على كل الاحتمالات الممكنة».
* إننا اليوم مطالبون إلى العودة إلى ما يقرب من أربعين عامًا عندما استطاعت حركة جهيمان، ومَن آزرها شحن عقول صغار السن بالمفاهيم المغلوطة والمحرَّفة عن الإسلام وأحكامه ومقاصده، فهجر أولئك الشباب دورهم، وذويهم لأسباب وبواعث صوَّرها لهم دعاة الحركة بأنها موجبة لمواجهة آبائهم وأمهاتهم، مثل وجود التليفزيون في المنزل، والتدخين. وقد أخبرني أحد آباء أولئك الصبية الذين استخدمتهم الحركة وقودًا لها بأن ابنه قبل مغادرته لمنزلهم اعترض على بيع والده لبعض المقتنيات التي تحمل صورًا منقوشة على إطارها الخارجي، وكان ذلك آخر يوم رأى فيه ابنه الذي اختار أن يسير خلف أوامر مَن نصَّبوا أنفسهم للفتوى في دين الله بغير حق، وارتكبوا الجرم الأعظم بسفك الدماء في بيت الله الحرام، وكأنّه لم تمر عليهم آيات بر الوالدين في القرآن الكريم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب من صحابته الذين أسلموا، وبقي آباؤهم على الشرك بأن يبروهم، وكان في مقدمتهم سيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه-.
** وتذكر مصادر السيرة النبوية المعتمدة بأنه بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق، أتاه عبدالله بن عبدالله بن أُبي بن سلول المنافق، وخاطب النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا رسول الله إنّه بلغني أنك تريد قتل أبي، لما بلغك من قول عنك، فإن كنت فاعلاً فمُرني به فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده منّي، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله، فلا تدعني نفسه أن أنظر إلى قاتل أبي يمشي بين الناس فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر، فأدخل النار، فأجابه المصطفى صلى الله عليه وسلم: بل نترفق به، ونحن صحبته ما بقي معنا.
ولنقارن بين سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع الأب المنافق، مراعاة للابن المسلم، وتأليفًا وتقرّبًا بالحسنى، وبين من يصورون لمريديهم بأن المجتمع يعيش جاهلية تفوق جاهلية كفار قريش، وأن الأمة قد كفرت حتّى وإن كانت تردد الشهادتين، وتلك جناية من جنايات ما عُرف بتيارات الإسلام السياسي، الذي أوجد له قاعدة قوية في مجتمعاتنا على مدى نصف قرن من الزمن، أو أكثر، ثم استيقظنا نشكو تفلُّت أولادنا من بين أيدينا، كما تتفلّت الدواب من أصحابها في الصحراء، فكان سفك الدماء، وقتل ذوي القربى، وتفجير دور العبادة، ونبش القبور، وتحطيم الآثار، وغير ذلك ممّا هو أبعد ما يكون عن روح الإسلام الحقيقية رأفة ورحمة وعطفًا بالإنسان والحيوان والجماد.


 
إطبع هذه الصفحة