الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :النفاق السياسي للإعلام الغربي
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/03/1437
نص الخبر :
سامي سعيد حبيب 
النفاق السياسي للإعلام الغربي
أقامت بعض وسائل الإعلام الغربي الدنيا ولم تقعدها على خلفية إعدام السعودية الأسبوع الماضي لـ 47 شخصاً جلهم من المواطنين السعوديين ، من بينهم رجل الدين الشيعي و العميل الإيراني نمر النمر بعد أن صدرت بحقهم أحكام شرعية مصدقة بالقصاص على خلفية قيامهم على مدى أوقات متطاولة بالعديد من أعمال الحرابة والتخريب و الإفساد في الأرض ضد بلادهم وحكومتها الشرعية المبايعة ومواطنيها وزائريها ورمزيتها الإسلامية.
الغرب في تناقض فاضح في أخلاقياته الانتقائية في إيقاع العقوبات أو حتى في تصفية الخصوم السياسيين إذ يبدو أنه لا يبالي بأرواح ضحاياه الذين يسقطون بالمئات بشكل يومي من أبناء العالم الإسلامي بالآلة العسكرية المتطورة الأمريكية والأوربية والروسية حتى وإن كانوا أطفالاً رضّعاً في حجور أماتهم ، ويكتفي السياسيون الغربيون و الإعلام الغربي المتحيز بوصفهم ضحايا جانبية ، ( Collateral damage ) . فالله يخلق والآلة العسكرية الغربية والمواقف السياسية الغربية المخالفة لأدنى حقوق الإنسان تحصد أرواح الأبرياء من المدنيين المسلمين كما في حصار البلد المسلم الشقيق سوريا واستهداف الشعب السوري السني الشقيق بالقتل وتخريب الديار وقطع النسل والتهجير القسري والتجويع المفزع .
وإن تعجب فعجب إفراد الإعلام الغربي ( العالمي) في حملته الإعلامية على المملكة أن يكون حصرياً عن شخص واحد بعينه والتركيز على انتمائه المذهبي الطائفي ، أما بقية الـ 46 شخصاً فلم يكد يوليهم الإعلام الغربي كبير بال. الأمر الذي يتناقض مع كل مزاعم الغرب الإنسانية والأخلاقية ، رغم أن لنمر هذا تحريضاً على العنف ، كسائر المتطرفين الذين لو وجدوا الفرصة لفعلوا تماماً كما فعل القرامطة في القرن الرابع الهجري إذ جاءوا من شرق الجزيرة العربية في أيام حج 317 هـ وسفكوا دماء المسلمين بعشرات الآلاف في المطاف يوم الحج الأكبر بل وردموا بئر زمزم بعشرين ألفاً من أجساد شهداء تلك الحادثة التاريخية الأليمة ونزعوا الحجر الأسود من مكانه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخذوه معهم لهجر حيث مكث 21 سنة قبل أن يعاد لمكانه الصحيح بالكعبة عام 338 هـ. ودعوة النمر إلى العنف و الخروج على ولاة الأمر وزعزعة الأمن في تحقيق رؤيتهم الإبادية ، هذا ناهيك عن سبه لكبار الصحابة والتقوّل على بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حتى بعد نزول القرآن الكريم بتكذيب حادثة الإفك.
إعلام الغرب يتباكى على تنفيذ أحكام الإعدام التي نفذت الأسبوع الماضي بالمملكة للحفاظ على الأمن والاستقرار في بلد الحرمين الشريفين من أناس ثبت لدى القضاء السعودي تورطهم في أعمال عنف وتخريب ، ويتناسى تاريخ الغرب المليء بسفك الدماء، فالحربان العالمية الأولى والثانية قتلت ما يزيد عن سبعين مليون إنسان في أوربا وخارجها ، واستيلاء الرجل الأبيض على أمريكا الشمالية كلف السكان الأصليين الهنود الحمر زهاء 100 مليون نسمة بسبب عدم تكافؤ الأسلحة ثم هم أولاء يعيشون حياة تقشف في محميات محاطة بالسياجات ، وأمريكا قضت في لمح البصر على مئات الألوف من اليابانيين في 6 وفي 9 أغسطس 1945 م بتجربة القنابل الذرية في هيروشيما و ناجازاكي.بينما لم يقتل أثناء قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدى بعثته للعالمين في 22 عاماً في مرحلتها المكية والمدنية والتي غيرت مسار البشرية من الطرفين المسلمين والمشركين إلا قرابة 2,000 رجل فقط. فأي الفريقين أولى بالإنتقاد؟.

 
إطبع هذه الصفحة