الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :المملكة وتركيا: تعاون على البر
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/03/1437
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب 
المملكة وتركيا: تعاون على البر
عندما تصفو النفوس وتعلو الهمم وتحسن النوايا يغدو كل شيء ممكن؛ طالما هو يخدم الإنسانية في إطارها الكبير، والشعوب المعنية في إطارها الأصغر. وقيام مجلس للتعاون الإستراتيجي تتكوّن نواته من المملكة العربية السعودية بثقلها ومكانتها وتركيا الدولة العريقة الشقيقة لهو خير مثال يُجسِّد المدى البعيد الذي يمكن أن يبلغه التعاون بين الدولتين المهمتين، ‏وهما من الدول العشرين الأقوى اقتصاديًا على مستوى العالم.
‏وأجمل ما في هذا المجلس صلابة النواة الأولى، فهما دولتان متكافئتان من كل الجوانب، ومتكاملتان في كل جانب، إنها سياسة الواقع التي لا بد أن تبتعد عن ركام الماضي بما يكفي، وأن تقترب من حقائق اليوم بما يكفي.
‏وإذا كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تداعت إلى اتحاد قوي متماسك بالرغم من قوة كل منها منفردة اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا، فإن الأحرى بدولتين شقيقتين قريبتين عقائدياً وتاريخياً التعاون فيما بينهما إستراتيجيًا، لضمان مصالح كل منهما، ولتصعيد وجودهما الاقتصادي والسياسي وحتى العسكري، في وجه أطماع وتكتلات لم تعد خافية، بل وقد بدت مكشوفة وصريحة واضحة.
‏ولأن القوة العسكرية هي عنوان الغلاف في كل المحافل الدولية، فإن إيلاءها الاهتمام في بداية الأمر يمثل من وجهة نظري دفعة قوية للمجلس الجديد من حيث الهيبة والمكانة والجدية. ومع القوة العسكرية تنمو القوة الصناعية كما يزدهر التقدم التقني والمعرفي، فهذه أواصر تشد بعضها بعضاً، ويقوي بعضها بعضاً.
‏لقد حُق لكل مسلم مخلص الاحتفاء بهذا المجلس، بل ويتوجب عليه مثابرة الدعاء له بالتوفيق والنجاح، وإسراع الخطى نحو التنفيذ على أرض الواقع، لأن الوقت يداهمنا والأعداء يتربصون بنا، والمخاطر تحيط بمنطقتنا من كل جانب.
‏وقيادة المملكة الرشيدة تدرك فعلاً أبعاد هذا التعاون، وهي جادة تماماً في رؤيته واقعاً ينبض بالحياة، طالما توافرت له كل أسباب الحياة. إنه بحق ميثاق يُجسِّد الأخوة العقدية، ويترجمها إلى منهج علمي يحمي هذه العقيدة، ويُحقِّق للشعوب المعتنقة لها أسباب الاستقرار والنمو والازدهار.
وصدق الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله- إذ يقول: (من السهل أن تبني مسجداً، بيد أنك تحتاج إلى كل ‏علوم الدنيا لتحافظ على هذا المسجد).

 
إطبع هذه الصفحة