الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :قلّة حاضنات!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/03/1437
نص الخبر :
عبد الرحمن سعد العرابي 
قلّة حاضنات!
* في واحدة من المآسي الصحيّة التي يعانيها البعض..
عدم توفُّر حاضنات للأطفال مُبكِّري الولادة
في طول وعرض وعدد مستشفيات جدة..
حكومية وأهلية..
وكنتُ إلى وقتٍ قريب أحسب ذلك من
المبالغة، وردّة الفعل
لمَن يُواجه هكذا موقف..
لكن وكما يقول المثل البلدي:
«التجربة خير برهان»
فقد مررت بحالتين متتاليتين في
توقيتهما الزمني وقربهما مني الأسري..
* الأولى مع ابنتي الكبرى جمانة وزوجها
حينما أحسّت بـ»آلام وضع» فذهبت إلى
طوارئ المستشفى التي تتعالج فيه
وفي لحظة ذهول أخبروها بضرورة الولادة الفورية
وهي في شهرها السابع، لكن لا توجد لديهم حاضنة لهكذا حالة..
ولدقائق وساعات عشنا الرعب خوفًا على
الأم وجنينها، انتهى الأمر بسوء تشخيص
«وكفى الله المؤمنين القتال».
* الحالة الثانية لزميلة أكاديمية مع ابنتها
حين أتتها آلام الولادة المبكرة وهي
لم تزل بعد في الشهر السابع من الحمل..
ولما كان من الحتمي توليدها، وإلاّ تعرَّضت حياتها للخطر
لم يجد المستشفى التي تتعالج فيه مكانًا
للمولود المبكر في حاضناته القليلة
وبدأ مشوار الرعب للأسرة وهم في
مواقف السيارات «الجدة والأم والأب» ومعهم
عدد من الأقارب «الأبناء والأرحام» ومنهم
من يعمل كطبيب في مستشفيات جدة
يسعون إلى الحصول على مستشفى بها حاضنة
فلم يجدوا لا حكومية ولا أهلية
وحالة الأم تتزايد.. ووالدتها الزميلة الأكاديمية
وكافة أسرتها مرعوبون ممّا قد يحدث لها
إن لم تلد..!
* بعد ساعات وجدوا مكانًا في المستشفى العسكري
فتمّت الولادة، ولكن الفرحة للأسرة
لم تكتمل بسلامة الأم وتجاوزها مرحلة الخطر
فالطفل المولود مُبكِّرا «سباعية»
لم تدم حياته سوى يومين اثنين فقط..
ترك معها حسرة بين الأم والأب والجدة والأهل.
* هل يُعقل ومجتمعنا ينمو يومًا بعد آخر
أن لا تكون مستشفياتنا حكومية وأهلية
مؤهَّلة لاستقبال المرضى وتوفير أسرّة..
ومُجهَّزة بحاضنات وغرف عمليات وعناية كافية؟!
وإلى متى يستمر هكذا حال؟!

 
إطبع هذه الصفحة