الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :هذه هي الجامعات الأكثر إبداعاً في العالم.. فماذا أنتجت جامعاتنا؟
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة الرياض
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 25/03/1437
نص الخبر :

فهد عامر الأحمدي

    الشركات التقنية التي تأسست بفضل جامعة ستانفورد حققت 2,7 تريليون دولار للاقتصاد الأميركي ( وهو مبلغ مهول يتجاوز ميزانية السعودية لهذا العام ويساوي 10125 مليار ريال سعودي)..

فمن جامعة ستانفورد التي تستقر أصلا في وادي السيلكون خرجت شركات تقنية ناجحة وعظيمة مثل جوجل وياهو وهيولت باكارد..

والحقيقة هي أن ستانفورد تصدرت قائمة رويترز الأخيرة (Reuters Top 100) لأكثر الجامعات إبداعا في العالم كله.. وهي قائمة تتضمن مئة جامعة عالمية وتعتمد على رصد عشرة عناصر تطبيقية (أبرزها عدد الاختراعات الصناعية والشركات التي ظهرت من خلال أبحاثها الجامعية).. وباحتساب هذه العناصر حققت الجامعات الأميركية المراكز التسعة الأولى (على مستوى العالم) وتقدمت ستانفورد على معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة هارفارد وواشنطن وميتشغان (بالترتيب)..

أما المركز العاشر في الترتيب فحققه المعهد الكوري الجنوبي للتقنية المتقدمة (KAIST) ثم كلية لندن الملكية في المركز الحادي عشر، ثم جامعة بوهانج الكورية الجنوبية في المركز الثاني عشر.. قبل أن تعود الجامعات الأميركية لاحتلال المراكز الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر!

.. والحقيقة هي أن دور الجامعات في الدول المتقدمة تغير (منذ الحرب العالمية الثانية) من كونها مواقع للتعليم والتلقين إلى مراكز للأبحاث الصناعية والمشاركة الفعلية في اقتصادات الدول.. لم تعد تعتمد على الحكومات (في ميزانياتها) بل على نصيبها من الشراكات الصناعية والاقتصادية التي تعقدها مع الحكومات والشركات الكبرى.. في العام الماضي مثلا سجلت جامعة كاليفورنيا 453 براءة اختراع تقني، ومعهد ماساتشوستس 275 اختراعا، وستانفورد 182 اختراعا، تحول كثير منها إما إلى منتجات حقيقية أو قامت عليه شركات صناعية..

حين تتأمل أسباب القوة الاقتصادية لدول مثل أميركا وكوريا واليابان تكتشف أنها مستمدة من شركات عظيمة مثل آبل وجوجل وسامسونج وسوني وهيتاشي ( والأخيرة تفوقت عام 1999 على فرنسا من حيث عدد البراءات الصناعية).. وهذه الشركات تعتمد بدورها على أبحاث ريادية خرجت من جامعات عريقة تدخل معها في شراكات اقتصادي حقيقية..

وفي المقابل تأمل حال جامعاتنا السعودية لتكتشف أن معظمها لايزال يدور في فلك التنظير والتلقين والعلوم الوهمية.. مازالت كسيحة تعتمد في ميزانياتها على الدولة؛ بل ولا تعلم ماذا تفعل بميزانيات البحث المخصصة لها رغم ضآلتها.. حتى كلياتنا العلمية والتطبيقية لاتزال بعيدة كل البعد عن حل مشكلاتنا المحلية.. هل سمعت مثلا عن أي محاولة (قامت بها جامعاتنا) لاكتشاف لقاح للكورونا أو تحلية البحر أو مكافحة السيول أو التخلص من سوسة النخيل أو استغلال الطاقة الشمسية؟

هل سمعت عن أي شركة أو منتج صناعي ظهر لدينا نتيجة بحث جامعي أو اختراع قامت بتسجيله؟

لماذا كلما واجهتنا مشكلة (محلية) نبحث عن الحل لدى شركات (أجنبية) أو معاهد أبحاث (عالمية)، ألا يدل هذا على فشل جامعاتنا في خدمة بيئتها المحلية، ألا يدل هذا على أنها تعمل بطريقة حلقات التلقين وتكتفي بتفريخ طلاب مقولبين (بدل تفريخ الشركات وبراءات الاختراع)؟!

جامعاتنا لا تحتاج إلى إمكانات مادية بقدر حاجتها لرسالة جديدة وطريقة تفكير مختلفة.. لا نطالبها بمنافسة الجامعات العالمية (ومن المبكر عليها الاستغناء عن الدعم الحكومي)، ولكننا نطالبها بالنزول من برجها العاجي والتخلص من دورها التنظيري والمساهمة الفعلية في حل مشكلاتنا الداخلية.. نطالبها بوضع إستراتيجية طويلة المدى لرفع نسبة أبحاثها التطبيقية وتحويلها إلى منتجات حقيقية تخدم اقتصاد البلاد؛ فالجامعات الأكثر إبداعا في القائمة السابقة لا تُموِن نفسها فقط، بل وتقدم لمجتمعها عوائد اقتصادية تتجاوز ميزانيات جميع الدول العربية.


 
إطبع هذه الصفحة