* نشرت الزميلةُ جريدةُ «عكاظ» في صدرِ صفحتِهَا الأولَى
الصادرةِ يومَ
السبتِ الماضي خبرًا عن
«إخضاعِ 37 جامعةً لقياسِ الأداءِ»..
بهدفِ رصدِ
الأداءِ والجودةِ والتنافسيةِ والنهوضِ
بالمخرّجاتِ العلميةِ بصورةٍ تخدمُ
الوطنَ.
* كلامٌ جميلٌ وأنيقٌ ورائعٌ
لكنَّ التجاربَ الماضيةَ
السابقةَ
تثيرُ الكثيرَ من التساؤلاتِ التعجبيةِ..
ولعلَّ أهمَّهَا وأكثرَهَا
حيويةً..
ما الذِي تمَّ معَ كلِّ الدراساتِ واللجانِ
التِي تشكّلتْ في
السنواتِ الماضيةِ؟
ومَا هِي نتائجُهَا؟ وهلْ تمَّ تطبيقُهَا؟
* يحزنني جدًّا
القولُ وأنَا أستاذٌ جامعيٌّ
أنَّ جامعاتِنَا وتعليمَنَا الجامعيَّ..
أصبحَ
لا يختلفُ كليةً عن
الثانوياتِ والتعليمِ العامِّ..
فالجامعاتُ تشهدُ ركودًا
معرفيًّا مخيفًا
نتيجةً لحالاتِ التكلّسِ والتبلّدِ
التي أصابتهَا عبرَ
سنواتٍ..
فانتفتْ من بينِ أروقتِهَا ومناهجِهَا
الروحُ الأكاديميةُ التي يجبُ
أنْ تكونَ
في أولوياتِهَا.
* جامعاتُنَا اليومَ هِي مؤسساتٌ
تُدارُ
بعقليةِ الضيعةِ والملكيةِ الخاصةِ
فمَا يدورُ فيها ليسَ لهُ علاقةٌ
بإنتاجِ
معرفةٍ.. وصناعةِ فكرٍ..
وخلقِ تنميةٍ.. ومساهمةٍ حقيقيةٍ..
بلْ شؤون إدارية
بحتة
تسيطرُ وتهيمنُ عليهَا
بيروقراطيةٌ قاتلةٌ.
* افتقادُ الجامعاتِ
إلى
الاستقلاليةِ.. والمبادرةِ
حوَّلهَا إلى مؤسساتٍ كسيحةٍ
وزادَ في
طينِهَا بلةً..
العقلياتُ التي تديرُهَا..
ولإصلاحِ كلِّ ذلكَ لا حاجةَ
إلى
قياسٍ.. وإخضاعٍ.. ولجانٍ.. وهلمّ جرّا
بل إلى حسنِ اختيارٍ..
ومحاسبةٍ
لتعودَ الروحُ الأكاديميةُ والمبادرةُ
إلى كلِّ أروقةِ جامعاتِنَا
حكوميةً وأهليةً.