الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :صناعة الإعلام
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 25/02/1437
نص الخبر :

أنمار حامد مطاوع

حسن النوايا ليس كافيا لتحقيق الأهداف النبيلة.. بل في بعض الأحيان تؤدي إلى نتائج عكسية كما يقول المثل الإنجليزي: «الطريق إلى جهنم مفروش بحسن النوايا».

 
عندما فتحت وزارة الإعلام -قبل سنوات- الباب أمام قنوات الـ(إف إم)، كانت تهدف إلى تأسيس صناعة إعلامية إذاعية وطنية رفيعة المستوى؛ للارتقاء بمستوى الإعلام المحلي المسموع عبر البوابات والطرق الصحيحة. ومهدت السبل، ووضعت الأنظمة، وسهلت كل الصعوبات أمام الشركات المحلية لفتح قنوات (إف إم). وفعلا فتحت القنوات وأصبحت أمرا واقعا.
 
لكن -بعد سنوات التجربة- اتضح أن الآمال لم تتحقق رغم كل ما بذل في سبيلها. فما حدث هو انتكاسة في عالم الإعلام المحلي المسموع. فالقنوات التي فتحت كانت مخيبة للطموح؛ ربما لعدم وجود احترافية من الأساس.. أو ربما افتقارها للقواعد الصحيحة في ذاتية العمل؟. فبعضها تحول إلى مجرد (استريوهات) لبث الأغاني المتنوعة. والبعض الآخر تحول تجارة التسول عبر الأثير. في النهاية، الحصيلة: تقديم برامج مهمتها الحصول على أكبر نسبة من الإعلانات، لتداري بعض الخسائر التي منيت بها.
 
لو فتحنا أي قناة -بلا استثناء- سنجد أن معظم برامجها عبارة اتصالات وحوارات لا طائل من ورائها، أو غزل على الهواء مباشرة، أو استعراض سخيف لفكر المذيع أو المذيعة. وكل أولئك تتخلله الأغاني لكسر بعض الملل. كله خواء يدل على أن المشرفين على القناة في حيرة إيجاد برامج، إلا ما ندر.
 
هذه الظاهرة الرديئة -بشكل عام- سالت على ما حولها لتصل إلى القنوات الرسمية. وسحبتها معها في الاتجاه ذاته. باستثناء القنوات الدينية وبعض البرامج الأخرى القليلة.
 
هذه القنوات؛ تحديدا قنوات الـ(إف إم)، تحتاج إلى تنقيح.. وتدريب.. وإعادة تأهيل معظم القائمين عليها -وربما المتحكمين في مصيرها-، لتسير نحو الهدف الذي فتحت من أجله، وهو: (صناعة إعلامية إذاعية وطنية رفيعة المستوى). وليس العكس.


 
إطبع هذه الصفحة