الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :معالي الأمين: وعدك الكريم دين!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/01/1437
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب
معالي الأمين: وعدك الكريم دين!
مجرد تذكير خالٍ من اللوم كخلو الماء من الدهون! إنه موضوع مقبرة شمال جدة، التي طالما حلم بها كثير من أبناء جدة القاطنين في شمالها. والشمال كما تعلمون هو عادة على مستوى معظم مدن العالم (والحديثة منها تحديدًا) أكثر التصاقًا بالفئات الوسطى، والغنية.
وفي جدة تحديدًا ينعم الشمال بميزتين، أولاهما كثافته السكانية من الطبقتين الوسطى والغنية، والأخرى فسحة الأراضي التي يمكن أن تزيد من اتّساعه، وزيادة عدد سكانه. وأحسب أن ما كان شمالاً في الماضي أصبح في القلب اليوم.
ولكل هذه المميزات أودُّ تذكير معالي أمين محافظة جدة بقضية إنشاء مقبرة في شمال جدة، تستوعب مزيدًا من موتانا -رحمهم الله-. شخصيًّا ليست الفكرة جديدة، وإنّما هي في ذهن الدكتور هاني منذ (مبطي)، لكن لا أعلم عن المعوّقات التي حالت دون التنفيذ. ليس من المناسب التخمين، لكن لا بد من التأكيد مرّات على حاجة جدة إلى مقبرة (لائقة)، ذات مساحة واسعة، لا تقل عن بضعة كيلومترات مربعة، مع سهولة الوصول إليها بيسر عبر طرق مسفلتة جيّدة لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا.
بصراحة لا أظن أحدًا يريد مقبرة على شاكلة مقبرة بريمان (الحديثة) التي لا يبلغها قاصدها إلاّ بشق الأنفس، فتضيف لحزن الموت كآبة الطريق الرديء المنهك، والمشوار الطويل المزعج. والمشوار في حد ذاته ليس متعبًا، وإنما حال الطريق وتعرجاته وفخاخه، وكأنما نحن في جدة قبل 50 سنة بسوء حال شوارعها وعشوائية أحيائها القديمة.
حاجة جدة إلى مقبرة أمر لا خلاف حوله (على الراجح من أقوال الناس)، لكن السؤال يظل قائمًا: متى؟ وأين؟ متى: عسى أن يكون قريبًا! أين: لا يهم بقدر ما يهم الناس أن يكون لائقًا وواسعًا ولو كان بعيدًا!
معالي الأمين: أعلم جديتك وعلو همتك، فلا تحرم الموتى وذويهم من (خدمات) الوداع الأخير، والمثوى الضيق الصغير! حق للإنسان أن يموت هانئ البال، مطمئن الخاطر إلى أن السكنى الأخيرة لائقة، وميسر الوصول إليها بلا عنت على أحبته، وأسرته الذين ربما زاروا مقره لاحقًا، وهم راغبون مرتاحون، ولا هم من رداءة الطريق إليها يعانون.

 
إطبع هذه الصفحة