الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :تحطم الطائرة الروسية وتسييس سلامة النقل الجوي
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 25/01/1437
نص الخبر :
سامي سعيد حبيب 
تحطم الطائرة الروسية وتسييس سلامة النقل الجوي
يتابع المهتمون في مختلف أرجاء المعمورة باهتمام شديد مستجدات التحقيقات الجارية في تحطم الطائرة الروسية من طراز أيربص 321 فوق صحراء سيناء فجر السبت 30 أكتوبر 2015 م وهي في طريقها من منتجع شرم الشيخ بمصر إلى مدينة سان بطرس برغ الروسية ، وكثرت التحليلات والفرضيات وحتى التخريصات في ماهية أسباب الحادثة التي أودت بحياة جميع من كانوا على متنها وهم 244 شخصاً ، وكثرت كذلك التناقضات بين المعلومات المسربة من الجهات الرسمية المصرية والروسية والأمريكية و الأوربية ، بل وحتى تصرفات بعض الحكومات الغربية في سابقة غير معهودة بإعلان وزير الخارجية البريطاني تغليب احتمالية تفجير الطائرة من الداخل إذ ينحصر الإعلان من مستجدات التحقيقات ونتائجها في كوارث الطيران المدني في دولة تسجيل الطائرة أي الدولة المالكة ( روسيا في هذه الحالة ) والدول التي وقع الحادث فوق أراضيها ( مصر ).
هذه المعلومة الجديدة نسبياً تتعارض بالتأكيد عن ما تم إعلانه من داعش بادئ الأمر عن مسؤوليتها عن تنفيذ ذلك العمل الإرهابي لنفسها ، وذلك في تقديري أسوأ الافتراضات والسيناريوهات الممكنة لأن أبعد مدى فعّال للصواريخ المحمولة على الكتف لا يزيد عن 20,000 قدم أو يقاربه ، بينما تحلق معظم طائرات النقل الجوي على ما بين 30,000 – 40,000 قدم فلا يمكن أن تستهدف على ذلك الارتفاع الشاهق اللهم من تضاريس جبلية عالية ، فلو أثبتت التحقيقات أن حادثة الطائرة الروسية قد استُهدفت من قبل الإرهابيين من على سطح الأرض وعلى ارتفاعات 30,000 – 40,000 قدم فإن ذلك يمثل منعطفاً تاريخياً خطيراً بالنسبة لمستقبل صناعة النقل الجوي عالمياً ، وبريطانيا تتحدث عن إخلاء 400 من مواطنيها في شرم الشيخ حالياَ وبمجرد تكرار الحادثة في أي موقع في العالم فستشهد صناعة النقل الجوي كساداً لا سابق له ، فلا أمان حينئذ لأي طائرة ركاب من الاستهداف بتلك الصواريخ في جميع أرجاء كوكبنا الأرضي ،فلا عجب أن تحاول بعض الجهات الدولية إخفاء هذا الجانب المرعب من الحادثة.
الصواريخ المحمولة على الكتف سلاح شديد الخطورة على سلامة الطائرات المدنية والعسكرية في مداه الفعّال على حد سواء و البعض منها مزود بالأشعة دون الحمراء تتابع المستهدف حتى تصيبه. وقد كانت تلك الصواريخ أحد أهم أسباب هزيمة الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان نهاية الثمانينات من القرن الماضي بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد الأفغان بصواريخ ( ستينغر ) المحمولة على الكتف المزود بمنظومة استهداف بالأشعة تحت الحمراء ، فقضي على أسطورة طائرات الهليكوبتر الروسية المصفحة.
في تسجيل حديث ظهر على الفضائيات يوم الخميس الماضي تحدث فيه متحدثٌ باسم داعش مؤكداً أن داعش هي من قامت بتنفيذ العملية وأنها ستكشف عن تفاصيل أكثر في وقت لاحق. تحديد الجهة الفاعلة يحمل في طياته أي الطريقين سيسلك مستقبل سلامة الطيران المدني : فإن كان التفجير داخلياً أي بقنبلة تم تهريبها على متن الطائرة فستقع المسؤولية على القوات الأمنية بالمطار ،أما إن كانت قد تمت بصاروخ محمول على الكتف فذلك بمثابة إعلان ميلاد صفحة جديدة في حروب الجيل الرابع حيث تستطيع الجهات الإرهابية أن تصل للطائرات المدنية ، وأما بالنسبة لصناعة النقل الجوي فسيشهد كساداً غير مسبوق.

 
إطبع هذه الصفحة