الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :خطوات نحو الصدام القادم
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/12/1436
نص الخبر :
سامي سعيد حبيب
خطوات نحو الصدام القادم
ما الذي يمكن أن يقال عن قيام روسيا الأسبوع الماضي باستهداف 11 موقعاً للمقاومة الإسلامية السورية بحجة ضرب داعش بـ 26 صاروخاً طوافاً أطلقتها من بعد 1,500 كم من بحر قزوين متزامنةً مع شن غارات جوية روسية فقتلت وجرحت ومزقت أشلاء الأبرياء من أشقائنا من الشعب السوري المسلم المكلوم من أطفال و نساء ورجال كانوا في ديارهم آمنين من البطش الروسي المباشر ، إن لم يكن استعراضاً روسياً للتقنيات العسكرية الروسية المتطورة في مشهد مخزٍ لما يسمى بالأمم المتحدة ومجلس أمنها ولي كبَر الجور في العالم ، وبمثابة إنذار عملي لأمريكا وتحجيم الدور الأمريكي في المنطقة وتدشين الهيمنة الروسية العسكرية من جديد في المنطقة العربية على الرغم من ثرثرات المسئولين الأمريكيين الإعلامية وردود أفعالهم الساذجة ، وإفساح المجال أمام المزيد من الحضور العسكري الإيراني بل الاحتلال الفارسي لسوريا ، و إحلال أتباع المذهب الرافضي محل المهجّرين من أهل السنة بالشام.
يزعم المسؤولون الروس أن بلادهم إنما تتورط في هذا الصراع العالمي من أجل القضاء على الإرهاب و للقضاء على داعش ذلك الكيان المفسد في الأرض المستخدم كغطاء لكل من شاء التدخل في المشهد السوري ، مؤكدين بأن بلادهم تعتزم استخدام قواتها الجوية لتوفير الغطاء الجوي بالتنسيق مع قوات الأسد في المجهودات العسكرية القادمة ، بينما تؤكد الأحداث أن الغطاء الروسي الجوي يتناسق أيضاً مع داعش التي لا خلافات تذكر بينها وبين قوات الأسد.
في خطوة جديدة نحو توسيع دائرة الحرب المستعرة في سوريا تتسرب الأنباء عن أن مجرم الحرب بشار الأسد سيقوم «بتكليف» كل من روسيا والصين بحماية الأجواء السورية من بقية الطائرات «الأجنبية» ( طائرات التحالف ) في أجواء سوريا بعد أن هزمت قواته من قبل المقاومة الإسلامية بسوريا شر هزيمة هي وأحلافهم من الإيرانيين وحزب اللات اللبناني والقوات الشيعية من العراق ، ولا يخفى على لبيب ما قد يعنيه ذلك التفويض من احتمالات و سيناريوهات ستقود إلى فواجع حربية في الأجواء السورية و المنطقة العربية عموماً بين الكتلتين الشرقية والغربية وتداعيات ذلك الصدام على البلاد العربية ككل والذي لن يبقي ولن يذر. ليس التدخل الروسي في الحرب السورية بجديد ، بل إن الجديد هو أنه أصبح سافراً وكشر عن أنيابه واستعان بالتنين الصيني ،وثمة أنباء عن بدايات انضمام كوريا الشمالية وما أدراك ما كوريا الشمالية و قيادتها الفاقدة للعقل ناهيك عن الحكمة.
مؤشرات الحرب الوشيكة تتسارع وعالمنا العربي بدلاً من التعبئة العامة غارق إلى تراقيه في المشاكل البينية ، وفي التخدير الإعلامي بالمسلسلات الماجنة والبرامج الفاضحة ومسابقات الغناء والرقص ، بعيداً كل البعد عما أمرنا به من الإعداد بكل وسائل الإعداد.. فاللهم سلِّم سلِّم.

 
إطبع هذه الصفحة