الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :للأذكياء جداً فقط
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 26/12/1436
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب
للأذكياء جداً فقط
معذرةً إذ أكتبُ اليومَ مقالاً مخصَّصًا للأذكياء جدًّا فقط -من وجهة نظري- وعسى أن تكون وجهة نظر خاطئة. لن أصنّف هذه الفئة المخاطبة، حتى لا أغوص في جدل عميق، فهم ولشدة ذكائهم سيواصلون مسيرة السذاجة عند أول (نكشة)، والذكاء إذا زاد عن حدِّه ربما انقلب إلى ضدّه!!
الأذكياء جدًّا فقط هم الذين يغضّون الطرف عن الهجمات الروسية الجوية والأرضية على المدن السورية، (الخالية) تمامًا من داعش، باعتراف الولايات المتحدة، والغرب!
الأذكياء جدًّا فقط هم الذين يتناسون وصف الكنيسة الروسية لطبيعة الحرب التي تشنّها روسيا على الشعب السوري الأعزل بأنَّها حرب مقدّسة، أيّ ذات طبيعة مُرضِية للربِّ في نظرهم.
الأذكياء جدًّا فقط هم الذين ينسبُون كل مقاومة إسلامية ضد المجرم بشار الأسد إلى داعش، بالرغم من أن كل فصائل المقاومة ظلّت طوال شهور طويلة تحارب داعش، فقتلت منهم، وقُتل منهم؛ لأن «داعش» كانت تُعدّ كل المخالفين لها مرتدين، يستحقون بالسيف موتًا، أو بالنار حرقًا.
الأذكياء جدًّا فقط هم الذين يظنون أنهم وحدهم (معاصرون)، و(حداثيون)، وغيرهم محنَّطون ومتخلِّفون ومتكلِّسون.
الأذكياء جدًّا فقط هم الذين يكتفون بالهجوم البذيء الصارخ على كل فكرة أو رؤية إسلامية، فقط لمجرد الهجوم دون تقديم أي بديل معتبر، أو حل يحمل وجهة نظر.
الأذكياء جدًّا فقط هم الذين يكتفُون بممارسة الهجوم، مع أن (مرماهم) مكشوف على مصراعيه، يتلقى الهدف تلو الآخر، وهم يتفرَّجون ولا يأبهُون. حقًّا.. إنَّهم أذكياء جدًّا.
الأذكياء جدًّا فقط الذين لا يقرأُون تصريحات الآخرين، ومنها تصريحات بوتين عن عدم ممانعته للمتطوّعين من بلاده للانضمام إلى القوات الروسية المعتدية على سوريا.
الأذكياء جدًّا فقط هم الذين لا يعلمون أن دافع هذا التطوّع في نهاية المطاف عقدي بامتياز، إذ لا يُثاب عليه بدينار، ولا درهم.

 
إطبع هذه الصفحة