| عنوان الخبر : | تعز: المدينة الصامدة الصابرة |
| الجهة المعنية : | مقالات أعضاء هيئة التدريس |
| المصدر : |
جريدة المدينة
|
| رابط الخبر : |
أضغط هنا
|
| تاريخ الخبر : |
26/11/1436
|
| نص الخبر : |
|
سالم بن أحمد سحاب
في اليمن تتفاوت ساعات الليل من منطقة لأخرى، ففي حين كان ليل عدن قصيرًا بالنسبة لغيره، فإن ليل تعز ما زال طويلا مملا مستمرًا لشهور طويلة، مع أن ليل صنعاء يوشك على الرحيل عما قريب بإذن الله تعالى.
لماذا تعز بالذات؟ لقد تعرضت هذه المدينة الصامدة لأشد أنواع العدوان من مليشيات الحوثي الطائفية البغيضة. ولقد قُتل من أبنائها وسكانها ما لم يُقتل في المدن الأخرى.. ما جرى وما يجري في تعز أكثر من أن يُوصف بجرائم ضد الإنسانية. إنها مذابح ضد الإنسانية. في تعز قرابة 4 ملايين نسمة لم ينعموا بيوم واحد هادئ منذ أمد، حتى عزّ عليهم الماء فضلًا عن الغذاء. وأما الدواء والعلاج فغدا من المستحيلات إذ تعرضت طواقم القطاع الصحي باستمرار لانتهاكات ممنهجة وقصف متواصل واستهداف مباشر، وحتى المنشآت الصحية استهدفت وكأنها قواعد للصواريخ أومصانع للذخائر والقنابل.
في تعز توقفت الحياة، فلا ترى إلاّ آثار الموت في كل مكان، وتلحظ شواهد الدمار في كل ركن! في تعز تنتشر الأوبئة وتتفشى حمى الضنك في حين يُمنع عنها كل أنواع الدعم والمساعدة إلاّ تلك التي يتلقاها الحوثيون وجند عفاش.
كل هذا يجري والعالم المتحضر يراقب، وأمين عصبة الأمم يقلق ثم يقلق ويقلق.. لا شيء أكثر من القلق الذي أصبح من مستلزمات المنصب الأممي الرفيع.
كل هذا يجري وإيران الصفوية المجوسية تعلن عبر قنواتها وفضائياتها أنها واحة سلام، وأنها تدفع عن المستضعفين العدوان في أي مكان كان. الكارثة أن لإيران أبواقًا عربية تردد اللحن المستهجن نفسه.. أبواق تتجاوز الشقي حسن نصر اللات إلى آخرين باعوا أنفسهم للمال الفارسي الملوث بدماء وأشلاء الأبرياء في تعز وفي العراق وفي الشام.
ليل تعز الطويل سينجلي حتمًا مهما طال، لكن الثمن الذي دفعته تعز كان ولا يزال باهظًا ومؤلمًا. وبالإضافة إلى آلاف القتلى والجرحى، فإن الدمار قد أصاب كل جوانب الحياة فيها، فلا بنية تحتية صالحة، ولا مبان قائمة، وحتى دور العبادة على همجية العدوان شاهدة.
كيف سيسجل التاريخ أفعال هؤلاء الحوثيين الفجرة وحليفهم صاحب الأقوال والأفعال المستهجنة القذرة!!
|
|