الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :مطلوب شيء من الإنصاف!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 25/11/1436
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب
مطلوب شيء من الإنصاف!
استغلال حاجات الآخرين لأقصى حد ممكن ليس عملاً أخلاقيًّا على الإطلاق. والحاجة إلى المال هو إحدى هذه الصور البغيضة الأكثر شيوعًا. ومعلوم في الأثر قصة الشابة التي احتاجت إلى المال لتعفّ نفسها، فراودها ابن عم لها، وهي تمانع حتى اشتدّت بها الحاجة، فلمّا لم يكن من الأمر مناص، وأسلمت نفسها، وأوشك على تنفيذ جريمته الشنعاء، قالت له: (اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَفُضَّ الخاتمَ إلاَّ بحقِّهِ)، أيّ بالحلال، فهبّ قائمًا وأعطاها حاجتها دون أن يمسَّها؛ خوفًا من الله، وطمعًا في ثوابه.
ونشرت الحياة (28 أغسطس) خبرًا عن امتناع عاملات نظافة (سعوديات) عن العمل؛ بسبب مضاعفة الأعباء المطلوبة منهنّ، والأهمّ من ذلك بسبب تدني المكآفات الشهرية التي تتراوح بين 600 ريال للمستجدّة، وصولاً إلى 800 ريال للمتمرّسة.
وتقول أم أحمد أنها تعمل منذ 6 سنوات بهذا الراتب (المخزي)، ولولا هدايا ومساعدة المعلّمات لتركن العمل منذ (مبطي)، أيّ أنهنّ لا يجدن الكفاف إلاَّ عبر الهبات والصدقات من معلّمات المدرسة التي يعملن فيها. وأمّا عذر المديرة، فهو أن الرواتب مقتطعة من (صندوق) الطالبات، وليس من ميزانية الدولة.
أجر مادي (بخس) تقدّمه إدارة حكومية رسمية، بل مدرسة يُفترض أن تُعلِّم الأجيال معاني العدالة والإنصاف والرحمة، وعدم استغلال حاجات الآخرين إلى هذه الدرجة المتدنية.
وصمت هؤلاء العاملات (المبخوسات) لا يعني رضاءهنّ، بل يعني أن لا حيلة لهنّ، ولا يجدن إلى الإنصاف سبيلاً!
أين وزارة العمل؟ وأين جمعية حقوق الإنسان، وأختها الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان؟ وأين مكافحة الفساد (نزاهة)؟ بل أين الصوت الذي يستطيع أمثال هؤلاء العاملات الاستنجاد به دون (مرمطة)، ولا (بهدلة)، ولا (فصل) من العمل، بالرغم من رداءته، وهزال عائده؟!
شخصيًّا أحسب أن من العدل والإنصاف تصحيح رواتب هؤلاء (المستضعفات) فورًا إلى ما لا يقل عن 3000 ريال شهريًّا، ثم تصحيح الماضي تاليًا ليُمنحن الفارق عن كل الشهور والأعوام التي مضت. وخير من ذلك توظيفهنّ رسميًّا، فهنّ أحقُّ وأجدر.
وأمّا غاية العدل فالبحث عن الحالات المشابهة، والحيلولة دون تكرر حالات قادمة.

 
إطبع هذه الصفحة