الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/10/1436
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
يستكثر البعض من الناس أن تكون إيران الصفوية وراء تفجيرات المساجد الثلاثة في بلادنا وفي الكويت (القديح- الدمام- الصوابر) بسبب أن الضحايا هم من الشيعة، وإيران تزعم أن من أولى أولوياتها المحافظة على سلامة الشيعة في أي أرض كانوا. لكن في المقابل يتناسى هؤلاء أن في السياسة قذارة، وأن ميكافيلي الصفويين في إيران لا يزال حيًا يخطط ويمكر، ومن المكر ما تزول منه الجبال.
ولأن الميكافيلية مبنية أساسًا على مبدأ منحرف أعوج يقرر أن الغاية تبرر الوسيلة، فلا بأس من تفجير هنا أو هناك، ولا بأس من حصد أرواح شيعة هنا أو هناك خاصة إذا كانوا عربًا، فالعرب (أيًا كانوا سنة أو شيعة) بالنسبة لــ»قم وطهران» مجرد وقود لإذكاء روح الطائفية باستمرار، ولضمان بقاء شعلة القلاقل متّقدة باستمرار. هل نسينا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ضحّت بسفيرها في إسلام آباد حين أرادت اغتيال الرئيس الباكستاني ضياء الحق! وهل غفلنا عن حقيقة التضحية بالسفيرة الأمريكية في بغداد حتى تدفع صدام حسين لغزو الكويت، تمهيدًا لسيناريو محبك أدّى في النهاية للتدخل الأمريكي في المنطقة، وما أعقبه من نكبات لا تحدّ في العراق المجاور، وفي الشام المصابر.
وكي تكتمل فصول المهزلة الخفيّة يتم الاستعانة بشباب غضّ ضالّ المعتقد منحرف عن الطريق (منتمٍ لداعش التي تزعم أنها سنّية) لتنفيذ هذه الجرائم الوحشية، وليرتفع بعدها نهيق إيران ومن والاها.
ألم تستمعوا لتصريح عضو الأمن القومي الإيراني عابدي حين قال عقب تفجير الكويت: (من حقنا الدخول إلى الكويت لحماية أهل البيت «الشيعة»، وقادرون على قلب الأنظمة في دول الخليج الفارسي)؟ هكذا يحدد عابدي حقوق إيران بكل عنجهية ودناءة واستفزاز!
إنها كوارث تجرّ بعضها بعضًا، تكاد تُربط عبر خيوط محكمة لا يحسن نسجها إلاّ أبناء الصفوية في قم وطهران!
نعم .. إنه مكر عميق ، ممزوج بتقية ضاربة في الضمير والمنهج والسلوك ليكون الحصاد مرًّا، نسأل الله أن يجعله هشيمًا.

 
إطبع هذه الصفحة