الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الولايات المتحدة: الاستكثار بديلاً عن الاستنكار!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/10/1436
نص الخبر :

سالم بن سحاب

ذكرت منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي، أن القصف الذي لا هوادة فيه بما في ذلك شن هجمات على 163 ألف شخص من المدنيين المحاصرين في منطقة الغوطة الشرقية في سورية، ينبغي النظر إليه باعتباره جرائم حرب.
وقالت المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها: «إن القصف الجوي الذي يتسبب في تدمير مبانٍ سكنية ومساجد وأسواق، بينما تقوم قوات نظام الأسد بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والقنابل العشوائية الهدف إلى المناطق المأهولة بالسكان في سلسلة من الهجمات المباشرة والعشوائية على المدنيين، إنما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب».
وفي الأسبوع الماضي ألقت طائرات الأسد (أهلكه الله) براميل متفجرة على سوق شعبي في إدلب (والناس بالمئات يتسوقون)، فقُتل ما لا يقل عن خمسين منهم (معظمهم أطفال ونساء وشيوخ) ناهيك عن مئات الجرحى، وأطنان الدمار الشامل.
طبعا لم تعد الولايات المتحدة حتى تستنكر، بل باتت تستكثر! لقد استكثرت الولايات المتحدة إعلان تركيا أنها اتفقت مع الولايات المتحدة على فرض منطقة آمنة يُحظر فيها على الطيران الحربي السوري المجرم التحليق فيها. وبافتراض أن ذلك لم يحدث، أما كان يسع الولايات المتحدة السكوت أو عدم التعليق إن سُئل أي من مسؤوليها! لكنه التواطؤ الأمريكي المخطط له منذ اندلاع الثورة السورية. لقد سارع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إلى النفي، قائلا بأن الاتفاق اقتصر على السماح للطائرات المقاتلة الأمريكية باستخدام قاعدة (إنجرليك) في جنوب تركيا لمهمات قصف قوات تنظيم الدولة. أما الحظر فلم يُناقش (وربما لن يُناقش أبداً)!
لماذا الإصرار على إضاءة كل هذا الإشارات الخضراء للنظام الفاشي المجرم للاستمرار في حملات الإبادة التي يرتكبها يومياً؟ لماذا كل هذا العداء للشعب السوري الأعزل؟ لماذا كل هذا الرعب من زوال نظام الطاغية القاتل المجرم بشار الأسد؟ معلوم أن إسرائيل هي الأعلى صوتاً، وهي التي تحدد للولايات المتحدة سياستها خاصة في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يبرر أبداً هذا التخاذل العجيب من دولة تزعم أنها ترعى حقوق الإنسان أياً كان.
وصدق الله: (ولو شاء ربك ما فعلوه، فذرهم وما يفترون)!!    


 
إطبع هذه الصفحة