الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :فلنقطع رأس الأفعى
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/10/1436
نص الخبر :

محمد خضر عريف

الحادثة الإجرامية المروعة التي شهدتها أبها البهية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الحوادث الإجرامية المشابهة في دور العبادة التي حدثت قبل وقت قريب في القديح والدمام ثم في أبها لم تكن بدوافع طائفية، وإنما دوافع تلك الجرائم المغرقة في البشاعة دوافع فكرية ضالة مضلة خوارجية عرفها الاسلام والمسلمون خلال التاريخ الإسلامي بطوله وعرضه واكتوى بنارها أهل السنة والجماعة وسواهم من الطوائف دون استثناء، ووجهت سهامها الى صدور المسلمين قبل أن توجه الى صدور من عداهم من أصحاب الأديان الأخرى، أو يكون أن تبدأ هذه الزُّمر المخربة القلوب والعقول بغير المسلمين ثم تنتقل شيئاً فشيئاً الى المسلمين، فالكل مكفَّر والكل يستحق القتل في عقيدتهم الشوهاء.والذي يَقتل منهم ويسفك الدماء صغار الأسنان غالبًا، بل دومًا ممن يمكن غسل عقولهم بسهولة فائقة، كما سمعت قبل فترة عن أحدهم ممن سجل عليه شريط قبل هلاكه، وكان أن فعل فعلته الشنعاء في ظهر رمضان، وسئل عن هذا التوقيت فقال إنه يريد ان «يلحق» الإفطار مع الرسول. وذلكم من المضحكات المبكيات حقاً، فهذا الغر الذي دفع الى ميتة السوء لا يعلم أن الآخرة دار جزاء لا دار عمل، ويظن أن الموتى أو الشهداء منهم ويحسب نفسه منهم يصومون كما يصوم الناس في الدنيا.؟!وعليه فإن هذا التفكير الساذج وهذه القناعات العوراء، لا يمكن أن يكونها هؤلاء الشبان الصغار، ولا بد من أن يكون هناك محرضون و»مدربون» محترفون قادرون على اقناعهم بتفجير انفسهم، وتفتيت أجسادهم. وقد قلنا ذلك وقاله غيرنا ولكن، ماذا فعلنا سوى ذلك القول؟ لا شيء.. ما زال هؤلاء المضلِّلون ، وهؤلاء المدرِّبون يصطادون المزيد من شبابنا كل يوم ويسوقونهم إلى الموت سوق النعاج. لقد آن الأوان حقًا لملاحقة منظري هذا الفكر قبل المعتقدين به، فهم المحرِّضون الحقيقيون للإرهاب والارهابيين، وأجهزتنا الأمنية قوية جدًا ولله الحمد فهؤلاء فهم رأس الأفعى، ولا بد من بترها بأي وسيلة كانت دون مراعاة لأي اعتبارات اجتماعية أو غيرها ومهما كانت مكانة هؤلاء، وأن يكون ذلك على رؤوس الاشهاد، وعلى مرأى ومسمع من وسائل الإعلام التقليدية والجديدة دفعًا لشرورهم وقصاصًا لأرواح آلاف الأبرياء الذين سفكوا دماءهم، وتصحيحًا للصورة النمطية المغلوطة عن المملكة التي تتهم زورًا وبهتانًا برعاية الارهاب، وهي اولى الدول المكتوية بناره. وما لم نقطع رأس الأفعى فستستمر في تفريخ صغارها من الثعابين السامة المميتة، والأمل معقود في أجهزتنا الأمنية القوية أن تضع الاستراتيجية المناسبة لذلك لحماية البلاد والعباد.     

 

 


 
إطبع هذه الصفحة