الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :هي الجينات، لا القيم والسمات!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/10/1436
نص الخبر :

الصورة الذهنية الشائعة أو (التنميط) في المجتمعات تؤدي أحيانًا إلى مسلمات (مفروغ) منها، خاصة فيما يتعلق بالأسباب التي كانت وراء هذا (التنميط). وفي عالمنا العربي شواهد من هذه الظاهرة معظمها سلبية للأسف الشديد ولا يليق ذكرها لما تسببه من أذى بالغ للآخرين، ولما فيها من إثم وظلم لا يرتضيه الشرع الحنيف.وفي الولايات المتحدة يسري تنميط إيجابي شائع عن الطلبة الآسيويين الأمريكيين، أي الأمريكيين من جذور آسيوية خاصة من جنوب شرق آسيا. التنميط يؤكد أن هؤلاء أكثر الطلبة تفوقًا في العموم في التعليم العام والجامعي كذلك.لكن لماذا يمتاز هذا المكون العرقي بكل هذا النجاح؟ ما الحقيقة الغائبة وراء هذه الصورة الذهنية الإيجابية جدًا؟ في محاولة للإجابة صدر مؤخرًا كتاب يبحث عن الأسباب والجذور بعنوان: (مفارقة الإنجاز لدى الآسيوي الأمريكي)، من تأليف باحثين من أصول آسيوية هما الدكتورة/ جينفر لي أستاذة علم الاجتماع في جامعة كاليفورنيا (إرفاين)، والدكتور مين زو أستاذ علم الاجتماع في جامعة نيناج التقنية في سنغافورة وجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس (وكلها جامعات عريقة معروفة).ومن أهم النتائج التي يتضمنها الكتاب هي أن عوامل تفوق الطالب الآسيوي الأمريكي ليس لها علاقة مباشرة (بالتنميط السائد) الذي يربط التفوق بالقيم والسمات الثقافية الآسيوية. هذا التنميط العام شبيه بربط الفقر لدى الفقراء بالقيم والسمات الخاطئة لديهم.إذا ما هو السبب الخفي وراء هذه الحقيقة؟ أو لنقل ما أهم الأسباب التي ساعدت على تفوق الفرد الآسيوي الأمريكي في التعليم؟ يقول المؤلفان أن قانون الهجرة والتجنيس الأمريكي الصادر عام 1965 م أعطى أفضلية واضحة للمتعلمين تعليمًا عاليًا والمؤهلين تأهيلاً عاليًا عند الموافقة على طلبات الهجرة إلى الولايات المتحدة. وقد أدى ذلك إلى نزوح موجات جديدة من المهاجرين الآسيويين من ذوي المهارات المتنوعة والخلفيات الاجتماعية الاقتصادية المتباينة، بل إن كثيرًا من هذه المجموعات كانت خيارًا من خيار، إذ لم يكونوا أفضل ما جادت به بلادهم، بل كانوا أفضل من أقرانهم في الولايات المتحدة.إذاً هي جينات وُرثت للأجيال اللاحقة، وليست مجرد خيالات واهمة.     


 
إطبع هذه الصفحة