الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الفكر الشيطاني
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 24/10/1436
نص الخبر :

أنمار حامد مطاوع

أسهل الطرق لصناعة حزب إرهابي.. هو إضفاء القدسية على فكر الشيطان تحت الغطاء الديني المزيف؛ الذي لا يتناسب مع غياب الكثير من القيم الدينية.. بل يتعارض معها؛ سواء في تحالفاته الكريهة خلف أبواب الحركات السرية.. أو على رؤوس الأشهاد. فهو ينتقي بعض التعاليم الدينية المبتورة وغير المترابطة ثم يأدوِتها ــ على الطريقة الغروتسكية ــ ليحيلها إلى بشاعة: فكرية وأخلاقية وسلوكية.. ليتحول فكر الحزب إلى معضلة لمن يعيش به.. فهو صنع ليموت به الفرد.. وليس ليعيش. مثل ذلك الحزب، لا يتبعه المتعطش للحقيقة ولكن المتعطش للوهم.. الراغب في التطهـر من بؤرة الفساد التي يعتقد أنه يعيشها.. وفي الغالب لا ينتمي لهذه الجماعات الإرهابية سوى صغار السن.. فهم وحدهم يملكون شجاعة من لم يبق له شيء يخسره.

 
ولهذا، يظل أي حزب إرهابي موسوما بـ(مراهقي الإرهاب).
 
فكر العمل الإرهابي ليس التغيير للأفضل ــ ولم يكن قط كذلك ــ فكما أنهم لا يملكون منطقا فكريا، تأتي نتائج فكرهم ذاتها غير منطقية.. مما يدل على أن الفكر الإرهابي يعمل بكل ما أوتي من شر على نشر الفوضى، ولكن بطريقة منظمة؛ وربما على طريقة (الفوضى الخلاقة) الأمريكية.
 
هدف أعمال الإرهاب في المساجد هو تحويل الحرب الإسلامية الباردة بين الشيعة والسنة إلى حرب عصابات، لتعم الفوضى.. وتزدهر صناعة الموت.. ويضمن الحزب الإرهابي قوته اليومي من مائدة الحزن والخوف والعنف في المجتمع..


 
إطبع هذه الصفحة