الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ظواهر تقلق الوجود اليهودي في الغرب
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/08/1436
نص الخبر :
* إذا كانت المراكز العربية والإسلامية في المجتمعات الغربية ينقصها تتبع مسار الظواهر الخاصة بالتيارات، والمتعلّقة بالجاليات المختلفة التي اتخذت من الغرب موطنًا لها، فإن الجاليات الأخرى تحرص على تتبع تلك الظواهر صعودًا أو هبوطًا.
* ونضرب مثلاً على ذلك بالجالية اليهودية التي تُسخِّر كل ما يتوفر لها من إمكانيات لتتبع القضايا التي تدخل في اهتمامها، وربما استخدمتها إعلاميًّا واستثمرتها فكريًّا لتثبيت وجودها المكاني والزماني في تلك المجتمعات. ولقد أشار محرر الشؤون الدينية بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية John,Bingham وفي عددها الصادر بتاريخ 2015،February، 17-11، بأن الدائرة المختصة بأمن وسلامة المجتمع في بريطانيا رصدت ارتفاع الحوادث المصنفة على أنها نزعات عداء السامية Anti - Semitic، وذلك خلال العام الماضي 2014م، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، وتنوّع تلك الحوادث ما بين إساءات لفظية، واعتداءات جسدية، وأخرى تدخل في باب انتهاك المقابر، ورصدت الجهة نفسها بأن مثل تلك الحوادث زادت أيضًا وتيرتها بعد الحوادث الإرهابية في فرنسا، والتي استهدف بعضها الوجود اليهودي في المجتمع الفرنسي. ولشعور الخوف والذعر الذي انتاب الجالية اليهودية في بريطانيا، فإن دائرة أمن الطوائف عملت على اتخاذ تدابير لحماية المعابد والمدارس اليهودية الخاصة. وانطلاقًا من خبرة ودراية هذه الدائرة في تتبع ورصد نزعة عداء الوجود اليهودي في المجتمع البريطاني على مدى ما يقرب من ثلاثين عامًا، فإن مجموع ما رصدته من حوادث بلغ في عام 2014م حوالى 1168 حادثًا، بزيادة مئوية تقدر بحوالى 118% عن العام الذي سبقه، أي 2013م، وأن رمز الصليب المعقوف، إضافة إلى عبارات تتضمن عداء للشخصية اليهودية قد لُطِّخت بها كذلك المقابر اليهودية في مدينة مانشيستر في الشمال البريطاني.
* ولكن ما لم يذكره هذا التقرير الهام، هو أن الحكومات الصهيونية المتعاقبة في إسرائيل وبسياساتها التعسفية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني، وحرمانه من أدنى حقوقه الإنسانية ساهمت في بروز ظاهرة عداء غربية خالصة ضد الحركة الصهيونية، وهو ما نشاهده في اتّساع المقاطعة من قِبل شركات غربية لإسرائيل، كما هو الشأن في قرار شركة أورانج الفرنسية، والتي عبَّرت عن رغبتها في إنهاء عقد ترخيص العلامة مع شركة «بارتنر» الإسرائيلية للاتّصالات؛ ممّا حدا بالحكومة الإسرائيلية للاحتجاج رسميًّا لدى «باريس» خوفًا من اتّساع المقاطعة ..»الحياة، 5 يونيو 2015م».
كما يمكن القول إن الجاليات المسلمة في الغرب حريصة على إقامة علاقات إنسانية مع الطوائف الأخرى، وكثيرًا ما شارك المسلمون هناك في مظاهرات سلمية للدفاع عن قضايا الأقليات الأخرى، إضافة إلى وضوح النصوص الإسلامية في تحريم الإساءة إلى النفس الإنسانية، وهذا ما يؤكده سلوك نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم عندما قام لجنازة مرَّت به، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فقال صلى الله عليه وسلم: أليست نفسًا؟!
وعلى الجاليات الإسلامية أن تعمل على توضيح حقائق الدّين الخاتم بوسطيته وتسامحه، وحفظه لحقوق الآخرين أحياءً وأمواتًا.     

 
إطبع هذه الصفحة