الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :رمضان بوابة الأفراح والرحمات
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 26/08/1436
نص الخبر :
سامي سعيد حبيب
رمضان بوابة الأفراح والرحمات
يفرح المسلمون بعد أيام معدودات بقدوم شهر رمضان المبارك لهذا العام 1436هـ، على الرغم من كل الفوضى «الخلاّقة» العارمة، والمآسي التي تعيشها الأمة المسلمة من شرق العالم الإسلامي حتى غربه، ومن شماله حتى جنوبه، وعلى الرغم من تداعي أعدائها عليها، وأن تستشرف القلوب المؤمنة المتعلقة بالله رائحة الجنان وتتنفس الأرواح عبيرها وأن تتوق الأنفس إلى عرفها وروحها وريحانها، وقد علّمنا قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن نفرح برمضان فيما رواه البخاري ومسلم: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، وجاءت مفردة الفرحة اللغوية في الحديث السابق بصيغة النكرة «فرحة»، لتدل على أنها فرحة كبيرة غير محددة تبلغ غاية الفرحة ونهايتها. وهذا القرآن العظيم يُؤكِّد على ذات المعنى للفرحة بتوفيق الله تعالى لعباده المسلمين في أداء الصالحات عموماً، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). ففرحة الدنيا لا تُقارن بأفراح الآخرة الدائمة والخالية من كل أشكال المنغصات.
ومن أكبر منغصات الشهر الكريم على المسلمين المعاصرين -إضافة للحروب والفتن، التي لم تزل تذكي نارها بين أبناء البلد الواحد من ديار المسلمين، ضمن إطار مؤامرة «الفوضى الخلاقة»- ما أعدته كثير من المؤسسات الإعلامية العربية من مسلسلات «رمضانية» بالمئات، والتي يستحق بعضها وصفه بلقب الهابطة والخليعة، ليصدوا بها المسلمين عن سبيل الهدى والرشاد، والتعرض لنفحات الله في ليالي وأيام هذا الموسم الإيماني العظيم، ذلك الموسم الذي يبتدر الله تعالى به عباده المسلمين بمعونتهم على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأداء الزكاة وبقية الأعمال الصالحات بتصفيد مردة الشياطين.
يستطيع كل مسلم ومسلمة أن يكون له دور إيجابي فعّال في محاربة الهجمة الإفسادية الإعلامية «الرمضانية» بالإعراض عن متابعة ما أعده شياطين الإنس من المسلسلات الشيطانية، وأن يجعل من ذلك أولوية قصوى يتواصى بها هو وعائلته، وأن يتخذوا من تلكم المقاطعة قربى من الله تعالى، وأن يستثمروا الكثير من أوقاتهم في رمضان في تلاوة وحفظ المزيد من القرآن وتجديد الصلة به. فالقرآن العظيم صلة بين الأرض والسماء، فرمضان كما نعلم شهر القرآن إضافة إلى أنه شهر الصيام، (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، فالأجدر بالمسلم أن يشتغل بالقرآن مع الصيام على مدار الساعة، ففي ذلك بعض التحقيق للمقصد الرباني من فرض الصيام، ألا وهو أن يصوم باطنه كما يصوم ظاهره، (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، فالتقوى هي المقصد الأسمى من الصيام. اللهم بلغنا رمضان ونحن نتحلّى ونرفل في أثواب الصحة والعافية، وفي قمة التعبئة النفسية للانتصار على شياطين الإنس والجن، وأن نخرج من الشهر وقد ازدانت قلوبنا بمزيد من الإيمان والتقوى.

 
إطبع هذه الصفحة