الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أزمة «الكادر الصحي» تعطل افتتاح المستشفيات
الجهة المعنية :كلية التمريض
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/07/1436
نص الخبر :

تسببت ندرة الكادر الطبي والتمريضي المتخصص في تأجيل افتتاح العيديد من المنشآت الصحية الحديثة، منها مستشفيات تزيد سعتها عن 300 سرير، وعلى الرغم من اكتمال إنشاء المستشفيات والمجمعات الطبية واستكمال تجهيزاتها الطبية إلا أن توفر الكادر الطبي وخاصة من الأطباء الاستشاريين والأخصائيين وكذلك ندرة توفر كادر الممرضين والممرضات وندرة الفنيين في العديد من التخصصات الدقيقة أدى الى تأخر عمل هذه المستشفيات منذ عدة سنوات.
وساهمت المنافسة الشديدة التي تواجهها وزارة الصحة في توفير واستقطاب كادر طبي ذي مهارة عالية في تفاقم المشكلة خاصة بعد توجه الدول الاوروبية والامريكية إلى البحث عن كادر طبي من دول شرق اسيا مثل الفلبين والهند، حيث يواجه العالم بأسره اليوم نقصًا متزايدًا في مهنة التمريض.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإيجاد حل، والتي تتزامن مع افتتاح العديد من الكليات الطبية والصحية وتخريج آلاف المتدربين والدراسين إلا أن العجز في العديد من التخصصات الطبية لازال مستمرًا ويحتاج لعشرات الآلاف من الخريجين.
وذكر مختصون: إن الجهات المعنية كانت في السنوات الماضية تتحصل على كامل العدد الذي تحتاج إليه من خلال عمليات إبرام العقود واستقدام أطباء وممرضين وفنيين وبشكل سريع بينما في السنوات الأخيرة لم يعد بمقدور الجهات الباحثة عن العمالة التي يمكن التعاقد معها الحصول حتى على 20 % من العدد الذي تحتاج إليه.


باداوود: مستشفى شرق جدة يحتاج إلى 1000 ممرض وفني
قال الدكتور سامي باداوود مدير عام الشؤون الصحية بجدة سابقًا: إن مسألة ندرة الكادر الطبي ليست محصورة لدينا في المملكة بل في كل بلدان العالم وإن المنافسة على استقطاب الكفاءات الطبية سواء من أطباء أو ممرضين أو فنيين أصبحت صعبة وليست بالسهولة التي كانت عليها من قبل حتى أصبحت ندرة الكادر الطبي على مستوى العالم كله.
وعن المجمعات الصحية بجدة التي تم إنشاؤها ولم يتم تشغيلها بعد.. قال: إن الكادر الطبي هو العائق الذي ساهم في تأجيل افتتاح هذه المنشآت الطبية فعلى سبيل المثال مستشفى شرق جدة وسعته 300 سرير يحتاج إلى كادر طبي مابين 800 إلى 1000 ممرض وفني.
وأضاف: في السابق كان يتم التعاقد وجلب كامل العدد المطلوب من الكادر الطبي المقترح ويتم التعاقد معهم بسهولة إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبح الأمر صعبًا جدًا وأنه لم يعد ممكن جلب أكثر من 20 % من العدد المطلوب وذلك نتيجة التنافيس الشديد على التعاقد مع العمالة الطبية المتمرسة وذات المهارات العالية.
وأكد أن القوى العاملة من اطباء وتمريض وفنيين وخاصة الاطباء الاستشاريين والاخصصائين أصبحوا يبحثون عن مميزات خاصة ورواتب عالية في ظل التنافس الشديد وخاصة من الدول المجاورة، وأيضا توجه العديد من دول أوروبية وامريكية للتعاقد مع كوادر تمريض واطباء من دول شرق آسيا.
وعن توفر الكادر من الأطباء والطبيبات السعوديين قال: إن المشكلة في مجتمعنا هي نظرة المجتمع للمرضة وكذلك تعامل المجتمع والممرضة مع هذه المهنة فهناك العديد من العوائق التي ساهمت في الحد من التوجة إلى شغل هذه الوظيفة ولذلك أعتقد أن على المجتمع أن يقتنع بأن مهنة التمريض لا تقل أهمية عن الطبيب.


المطرفي: الحل في سعودة سوق العمل لتلبية الاحتياج
أكد الدكتور عبدالله المطرفي عميد كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ورئيس لجنة عمداء كليات العلوم الطبية التطبيقية أن أحد توجهات الاجتماع التنسيقي لعمداء كليات العلوم الطبية التطبيقية هي العمل على موازنة حاجة سوق العمل في بعض التخصصات وهذا التوجه مشترك مع وزارة التعليم للقيام بهذا التوازي بين حاجة سوق العمل والتخصصات الموجودة في كليات العلوم الطبية التطبيقية فالحاجة عالية في معظم التخصصات الطبية التطبيقية وما ضخ في سوق العمل من المؤهلين علميًا ومهاريًا لسد الحاجة الموجودة في التخصصات الطبية بجميع مناطق المملكة لم يف بالحاجة.
وعن التخصصات الطبية التطبيقية التي تشبع منها سوق العمل قال: لدينا مثلا المختبرات الطبية فيها كثرة خيجين وتشبع سوق العمل من خريجيها وفي المقابل نجد الحاجة لتخصص العلاج الوظيفي وكذلك الخدمات الطبية الطارئية والعلاج التنفسي وأيضا التخدير هذه تخصصات لا زالت حاجة المملكة فيها عالية ونسبة السعودة فيها قليلة.
وأشار الى ان الكادر الطبي المساعد يوجد فيه ندرة من المؤهلين سواء سعوديين أو غير سعوديين فبعض التخصصات نادرة، مثلا العلاج الوظيفي على مستوى المملكة لا يوجد فيها أكثر من 20 متخصصًا في العلاج الوظيفي الذي يؤهل الانسان للحركات اليومية وتعليمة كيفية الأكل، لبس الثوب، والكتابة بالقلم.


آل محيي: التمريض النسائي وتخصصات السمع الأكثر احتياجًا
أوضح الدكتور حسين بن محمد آل محيي أمين لجنة عمداء كليات العلوم الطبية التطبيقية ووكيل كلية العلوم الطبية التطبيقية ورئيس قسم العلوم الاشعاعية بجامعه الملك خالد أن حاجة سوق العمل تبنى على تقرير وزارة الخدمة المدنية والاحتياج المتوفر لديها من الجهات الطبية وكذلك احتياج وزارة العمل والجهات ذات العلاقة المعنية بالخدمات الطبية.
وأضاف: إن أكثر الاحتياج في التمريض في العنصر النسائي أو الرجالي وكذلك في التخصصات الدقيقة في السمع والأبصار في المستشفيات المتقدمة وتخصصات المختبرات الطبية متشبع منها سوق العمل، وأضاف: إن اللجنة الاستشارية لدينا تعمل على دراسة هذا الملف وتستدعي ممثلي الجهات المعنية مثل الخدمة المدنية والعمل ونبحث احتياج المنشأة والجهات ومعرفة الاحتياج وتحديد الأقسام والتخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل وبالتالي نعمل في اللجنة على حث وتوصية عمداء الكليات في الجامعات على توجيه الدراسين للدراسة في التخصصات التي يثبت حاجة سوق العمل لها.
وأضاف: إن بعض التخصصات تعاني من تكدس في خريجيها ولديها العديد من الخريجين الذين تشبع سوق العمل من توظفيهم وبالتالي يجب أن يتم توجيه تدريس وتدريب الطلاب في تخصصات أخرى تكون حاجة سوق العمل لهم اكثر من غيرها.


بنجر: نحتاج لدبلومات تخصصية لتأهيل الكوادر
قالت الدكتورة حسنة بنجر عميد كلية التمريض بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة: إن الاحتياج في معظم التخصصات كبير وفي تزايد خاصة في أقسام العناية المركزة والعناية بالاطفال المواليد وجراحات العظام والكلى وغيرها من التخصصات التي لازالت تعاني من نقص الكواد المؤهلة.
وأشارت الى أن الحاجة لفتح دبلومات تدريبية لخريين وهم على رأس العمل جادة وضرورية وهو ما بدأت تنهجة هيئة التخصصات الصحية التي فتحت عددًا من الدبلوامات والبرامج التدريبية مثل العناية الفائقة والعناية القلبية وبرامج القبالة والاورام والعناية بالاطفال وغيرها من التخصصات التي أتاحتها الهيئة في سبيل تطوير وتوفير كادر صحي طبي متمكن.
وأضافت: إن المنافسة على استقطاب المؤهلين والمتميزين الصحيين يشهد منافسة عالية وذلك نتيجة الندرة الكبيرة التي يشهدها العالم أجمع في توفر الأطباء أو الكوادر الطبية المؤهلة المتميزة وأعتقد أن التوسع في القبول في الجامعات وإتاحة برامج تدريبية ودبولومات على رأس العمل وتأهيل الخريجين احد الوسائل لتوفير كوادر طبية وطنية للعمل على سد حاجة سوق العمل لمثل هذه التخصصات، وأوضحت الدكتورة حسنة أن الخريجين من كلية التمريض يحصلون على درجتهم العلمية في التمريض عامة وبالتالي يكون أماهم مساران لتأهيلهم وإكمال تخصصهم إما الالتحاق بدبلومات علمية صحية تقدمها هيئة التخصصات الصحية او عن طريق إكمال درجة الماجستير في التخصص الذي يرغبة الدارس وبالتالي يتم توفير كواد متخصصة من خريجي أبناء الوطن والمساهمة في سد الحاجة التي تشهدها المرافق الصحية.
وعن نظرة المجتمع للفتاة وتقبلهم لعملها كممرضة ألمحت إلى أن هذه المشكلة تعد أزلية غير أنها في السنوات الأخيرة تحسنت وأصبحت أقل حدة وأن النظرة في المناطق الرئيسة والكبيرة أخف عن تلك المناطق الطرفية واشارت الى النظرة قبل 20 عامًا اختلفت عن النظرة في السنوات الاخيرة وأن هناك تقبلاً لعمل الفتاة في المرافق الصحية كممرضة ولكنها لازات دون المأمول.


بحث ميداني: تدنى مكانة مهنة التمريض في المجتمع
توصلت دراسة ميدانية أجرتها الباحثة سحر بنت علي عباس الجوهري الى وجود اتفاق بين مفردات المجموعات المختلفة من مجتمع البحث نحو تدني مكان مهنة التمريض مقارنة بغيرها من المهن.
وتبين أن تدني النظرة إلى الفتيات العاملات بمهنة المريض وعدم تفضيل الزواج من فتاة تعمل بتلك المهنة يرجع الى أسباب عديدة من أهمها: أن المهنة تؤدي الى الاختلاط بالرجال في نظام النوبات الليلية، وعدم موافقة الأسرة على ذلك .
وأضافت الباحثة: إن من النتائج البحث الميداني هو أن أكثر المتغيرات المؤثرة على تحقيق الرضا الوظيفي للممرضات هي على التوالي: حب مهنة التمريض والسعادة لتقدير المرضي والثقة بالنفس للمقدرة على التمريض، وتحقق المهنة الإشباع والرضا النفسي، وتوصل البحث إلى أن هناك اتجاهًا إيجابيًا قويًا للمرضات نحو الحاجة والرغبة لتكوين وإنشاء جمعية مهنية ترعى مصالح أعضائها من الممرضات وتهتم بتنظيم وتطوير المهنة.
وقد اقترحت الباحثة بعض التوصيات منها:
- نظرًا لتدني نظرة المجتمع نحو مهنة التمريض فإنه يجب بذل الجهد في إطار برنامج منظم طويل الأمد لتحسين الصورة الذهنية لمهنة التمريض والممرضات لدى أفراد المجتمع.
- يجب تدعيم فكرة إنشاء جمعية مهنية للتمريض لرعاية مصالح الممرضات والعمل على تطوير وترسيخ المهنة بالمجتمع السعودي.
- إنشاء موقع على الإنترنت يعكس الصورة الإيجابية لمهنة التمريض والممرضات وقيمتها في كل من المجتمعات والعصور، وهذا يعكس تأثيرًا إيجابيًا على متصفحيه ويؤدي إلى تحسين الصورة الذهنية في أداهائهم عن المكانة الحقيقة لمهنة التمريض.


 
إطبع هذه الصفحة