الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :هدرٌ للمال العام!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/07/1436
نص الخبر :
عبد الرحمن سعد العرابي
هدرٌ للمال العام!!
* كنتُ أتحدثُ هاتفياً مع
معالي الدكتور ناصر السلّوم
وزير المواصلات السابق..
عن ما تشهدُه مدينةُ جدة من مشاريعَ
خاصةً إعادةُ رصفِ الشوارع.. والكورنيش..
واتفقنا هو وأنا
على أنَّ كثيراً من تلك الأرصفة
ليستْ في حاجةٍ إلى إعادة بناءٍ
بقدرِ حاجتِها إلى علاجٍ..
* يقولُ الدكتور السلوم..
المالُ العام أمانةٌ ومسؤوليةٌ..
والحفاظُ عليه واجبٌ أمامَ اللهِ والضمير..
ولهذا ما هو ضروريٌ أعيدُ بناءَه
وما هو غير ضروري أعالجُه
لكنَّ إعادةَ البناءِ بالكاملِ لكلِّ شيء
ليس سوى هدرٍ.. وأذيةٍ للناس
* منذ سنواتٍ وأمانةُ محافظةِ جدة
تفاجئ سكانَ جدة
بمشاريعَ في معظمِها تثيرُ
الاستغرابَ.. والتعجبَ
من ذلك تكسيرُ.. وإعادةُ رصفٍ
شاملةٍ كاملةٍ لشوارعَ رئيسيةٍ كبرى
حالُها معقولٌ ومقبولٌ..
إن كانتْ في حاجةٍ إلى شيء
فليس بأكثر من صيانةٍ..
بينما شوارعُ وأحياءٌ كاملة
تفتقرُ كلية للحدِّ الأدنى من
الرصف.. والصيانة.. والاهتمام..
* والأخطرُ من ذلك كلِّه
الحفرُ.. وفتحاتُ الصرفِ الصحيِّ..
والتي تحوَّلتْ إلى مصائدَ قاتلةٍ
للبشرِ.. وللمركباتِ.. وصارت سبباً للحوادثِ
ومع ذلك فالأمانةُ واضعةٌ
"في أذن طينة وفي الأخرى عجينة"
بل لا يمانعُ مسؤولوها عن
نفي مسؤوليتِهم عن تلك الحوادثِ
كما حصل مع الأطفالِ الذين ابتلعتْهم حفرُ
التحلية.. وقويزة وغيرها..!!
* الأمانةُ.. والمسؤوليةُ
اللتان أشار إليهما الدكتور السلُّوم
وهو رجلٌ عُرفَ بعملِه الجادِّ وأمانتِه
تحتِّمُ على من يتولَّى أمراً عاماً..
أن يكونَ على قدرِ تلك
الأمانةِ والمسؤوليةِ
وأن لا يجعلَها مجردَ تنظيرٍ
بل يحوِّلها إلى واقعٍ فعليٍّ
من خلالِ تنزيلِها على
ممارساتِه.. وإدارتِه
* وما يحدثُ بكلِّ أسى وحزن
أن ما نشاهدُه من مشاريعَ
شكليَّة في عددٍ من أحياءِ جدة..
كان بالإمكانِ الاستفادةُ من
ميزانياتِها في أمورٍ أكثرَ أولويةً وضرورةً
فالتجميلُ والمكيجة ليستْ بأولى من
بنيةٍ تحتيةٍ عامةٍ لكلِّ الأحياء
شعبيّها.. ونُخبويّها..
وحينها نرفعُ العقالَ تحية وإجلالاً
وليس كما يحدثُ الآن ، هدرٌ للمالِ العام
يجبُ أن تلتفتَ له "نزاهة"

 
إطبع هذه الصفحة