الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :كامب ديفيد في عيون المراقبين
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/07/1436
نص الخبر :
سامي سعيد حبيب
كامب ديفيد في عيون المراقبين
أصبح من نافلة القول أن يقال إن المملكة العربية السعودية تعيش مرحلة تاريخية جديدة ومسيرة مفصلية من أوضح معالمها التأكيد على الهوية الإسلامية المحضة للمملكة والتمسك بالقيم والأخلاق و الثوابت الإسلامية ، ومن سماتها أيضاً الحزم والعزم في الإصلاحات الداخلية حتى أصبح كل متنفذ ترتعد فرائصه مهما كان منصبه عندما يتجاوز صلاحياته فيتسبب في تشويه الصورة الحضارية للوطن أو الإساءة لمواطن بعينه خوفاً أن يسحب من تحته كرسيه في لمح البصر بقرار سلماني صارم بإقالة مدوية مع سويعات الفجر الأولى. أما على المستوى الإقليمي والدولي فقد اتخذ الملك سلمان من سياسة المبادرات الإيجابية الفاعلة ( كدعمه للشعبين اليمني والسوري ) نهجاً يؤمل من خلاله أن تتبوأ المملكة مبوأ صدارة عربية إسلامية عالمية.
يرى غالبية السياسيين المهتمين بشؤون المنطقة وخبراء دور الدراسات الاستراتيجية العرب والغربيين في غياب الملك سلمان بن عبد العزيز وثلاثة زعماء خليجيين آخرين عن قمة كامب ديفيد التي دعا إليها رئيس أكبر دولة في العالم باراك أوباما ، أن ذلك الغياب يعتبر بمثابة تعبير عن الاستياء من سياسات أوباما العبثية في منطقتنا العربية ، وجاء هذا المنعطف السياسي غير المسبوق للتحالف الإستراتيجي بين دول الخليج والولايات المتحدة بسبب مواقف الإدارة الأمريكية من قضايا المنطقة .
يريد أوباما أن يحصل من «القمة» الخليجية - الأمريكية بكامب ديفيد على موافقة دول المجلس الخليجي ثم تليها موافقة عربية على عدد من السياسات الخاطئة منها الاتفاق الأمريكي الإيراني على الملف النووي الإيراني بناءً على الصفقة الأمريكية-الإيرانية التي تم التوصل إليها بين الطرفين ولا تزال تفاصيلها سراً لكن من المؤكد كما يرى بعض المراقبين أنها ستمكن إيران من تحويل برنامجها النووي «السلمي» إلى إنتاج السلاح النووي. ومنها قبول العرب ببقاء بشار الأسد في الحكم رغم كل المجازر التي اقترفتها يداه ضد إخواننا من أهل السنة في سوريا مما سيزيد أوضاع المنطقة تأزماً ، كما يريد أوباما تثبيت الوضع على ما هو عليه في كل من العراق واليمن ، أي المزيد من الاضطهاد لأهل السنة في كل من العراق وسوريا واليمن .
سياسات الملك سلمان محسوبة جيداً و تصب في انتزاع الأمة لزمام مسيرتها بعد الله وتبشر بفتوح من عند الله تعالى وتوضح الرؤية لمن التبس عليهم الأمر ، وستوقف بحول الله و قوته التمدد الصفوي السرطاني الإيراني في بلاد العرب ، وتخول الملك سلمان أن يصنع موقف وحدة عربية في وجه التحديات بعد أن تمكن من صناعة وحدة الموقف الخليجي على التمدد الإيراني الحوثي باليمن ، و أن يتغلب على التحديات التي تواجه المملكة في هذا الشأن . أخذ الله بيدك إلى السداد والتوفيق يا ملك الحزم والعزم والتوجه الرشيد.

 
إطبع هذه الصفحة