الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :تركيا اليوم غيرها بالأمس!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/07/1436
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب
تركيا اليوم غيرها بالأمس!
يبدو أن تركيا اليوم غير تركيا الأمس، فبعد مرور عقد أو يزيد قليلاً نهضت تركيا من عثرات سابقة تحت قيادة طيب رجب أردوغان حين كان رئيسًا للوزراء، ثم رئيسًا للبلاد.
تركيا اليوم غير تركيا الأمس حقيقة يعايشها كل الذين عرفوا تركيا قبل أردوغان وبعده.
تركيا اليوم من أكثر الدول التي يقبل عليها السيّاح من مختلف أرجاء العالم، ومن أوروبا، ومنطقة الشرق الأوسط تحديدًا، وكذلك من جنوب شرق آسيا.. من اليابان والصين وكوريا وماليزيا وغيرها.
تركيا اليوم غير تركيا الأمس التي كانت مدينة، ثم هي اليوم دائنة. تركيا اليوم ذات عملة مستقرة أقرب إلى العملات الصعبة منها إلى العملات (الهايفة) التابعة لدول متخلّفة يهرب منها المستثمرون باستمرار حتى وإن سمعوا من الكلام المعسول والوعود الزائفة الشيء الكثير؛ لأنها باختصار أوهام وأضغاث أحلام.
تركيا اليوم على وشك الانتهاء من بناء أكبر مطار في العالم يقع في لؤلؤة المدن الرائعة اسطنبول؛ ليربط فعلاً بين الشرق والغرب. تركيا اليوم من أقوى الاقتصادات العالمية، وهي عضو في مجموعة العشرين جنبًا إلى جنب مع بلادنا الغالية.
ولأن تركيا اليوم غير تركيا الأمس، تحاول أوروبا اختلاق الأزمات لجارتها الشرقية (التي مانعت لعقود من الزمن من ضمّها إلى اتحادها الاقتصادي المكين)، ولعل آخر هذه الأزمات اعتراف 20 برلمانًا أوروبيًّا بما يُسمّى (المذابح الأرمينية) التي يزعمون أن قوات الدولة العثمانية ارتكبتها قبل قرن من الزمان، وأن على تركيا اليوم تحمّل أعباءها وأوزارها ومظلومياتها على حد مزاعمهم.
السؤال: لماذا لم تعترف البرلمانات نفسها بهذه المذابح حين كانت تركيا دولة ضعيفة مديونة هزيلة؟ لماذا الصمت الطويل لقرابة 90 عامًا ثم التنبّه فجأة لما يعدّه المؤرّخون المنصفون أكاذيبَ وأوهامًا، بل إن الحقيقة الثابتة هي ارتكاب المجازر في حق المسلمين الأتراك، الذين قضوا بالألوف قتلاً وسحلاً على يد المنتصر الأوروبي الأبيض.
هذا الغرض صاحب معايير مزدوجة لا يخجل منها، ولا يتوارى عن إعلانها! ولو كان في الوجوه ذرة حياء، فضلاً عن ضمائر حيّة تسكن القلوب لما وسع الغرب الصمت المخزي على جرائم بشار الأسد الممتدة على مدى 5 أعوام طوال!

 
إطبع هذه الصفحة