| عنوان الخبر : | بيبـان |
| الجهة المعنية : | مقالات أعضاء هيئة التدريس |
| المصدر : |
جريدة عكاظ
|
| رابط الخبر : |
أضغط هنا
|
| تاريخ الخبر : |
25/07/1436
|
| نص الخبر : |
|
طارق على فدعق
لا أعرف العمر الافتراضي لسيارتي، ولكنها أكملت اليوم ألفين وثلاثمائة يوم في خدمتي بتوفيق من الله عز وجل. وتأملت في عدد المرات التي استخدمت أجهـزتها المختلفة بنجاح وبدون أي مشكلات. ولفت نظري بالذات موضوع الأبواب، فكثرة استخدامها لم تؤثر على هيكلها مما زاد من حبي واحترامي لهندستها، وجودة تصنيعها. عملية فتح وقفل الباب ليست سهـلة لأنها تمثل تغيرات جذرية في هيكل السيارة الإنشائي في إعادة توزيـع القوى. ووزن كل من تلك الأبواب ثقيل وأحجامها كبيرة، ولكن أطفالي الصغار كانوا يفتحون ويغلقون الأبواب بكل يسر. وتأملت أيضا في باب الطائرة التي ركبتها اليوم من طراز بوينج 777 وقد أذهلني لأن ذلك الباب من أفضل المنتجات اليابانية بالرغم أن الطائرة من منتجات الولايات المتحدة. وللعلم فهو من صناعة شركة «ميتسوبيشي». ونجد العديد من الجوانب المذهلة في أبواب معظم الطائرات التجارية، وبالذات البوينج 777 ، ومنها القوة، وخفة الحركة: لاحظ أن حجم أبوابها ضخم فهو «يفوت حصان متوسط الحجم» لأن عرضه متر تقريبا وارتفاعه 1.88 متر ويتميز بالقوة لأنه فتحة الباب تعتبر من نقاط الضعف الإنشائية في مقصورة ركاب الطائرة. ويتحمل الباب بمشيئة الله أحمالا رهيبة تفوق أضعاف وزن الحصان المذكور أعلاه. وبالرغم من كل هذه القوة الجبارة، تأتي المضيفة وتفتح وتغلق الباب العملاق الشديد بيد واحدة. وللعلم فلا توجد مواتير كهـربية بداخله لتيسير حركته... المحرك هنا هو توفيق الله في الهندسة المتميزة.
ولكن ذهول البيبان لا يبدأ ولا ينتهي في السيارات والطائرات فحسب، فنجد بعض من أهمها في عالم الجغرافيا. للأسف أننا لا نهتم كثيرا بالجغرافيا والتاريخ في دراستنا، وفي حياتنا، ولا في ثقافتنا. فضلا أنظر في أهم المضائق أو «الأبواب» في جغرافية العالم وستجد طبعا مضيق «هرمز» في الخليج العربي الذي تمر منه ناقلات النفط العملاقة حاملة أكثر من ثلث نفط العالم بأكمله. وهذا من أهم «بيبان» الطاقة في العالم. ولكن هناك بعض البيبان المهمة جدا وغير المعروفة. مسار معظم المنتجات البترولية لأكثر المناطق عطشا للبترول في العالم هو مضيق «مالاقا» في جنوب بحر الصين. وفي طريقها إلى الصين واليابان، تعبر معظم ناقلات البترول العملاقة هذا الممر المائي الذي يقدر طوله بحوالى «800» كيلومتر. وهو أيضا أحد بوابات خروج معظم المنتجات التي نستعملها اليوم وكل اليوم من أجهـزة كهـربائية واتصالات... وأبواب البوينج 777. فضلا تخيل البوابة البحرية الرئيسة إلى الشرق الأقصى والتي تحمل ربـع التجارة العالمية فوق سطح البحر وستجد مضيق «مالقا» الذي يعادل عرضه المسافة من مكة المكرمة إلى جدة في بعض النقاط. ومن المتوقع أن يصبح هذا الباب قريبا من قضايا النزاعات العالمية بين الصين وجيرانها خلال السنوات القادمة. وتحديدا بين الصين من جانب، وإندونيسيا وماليزيا من جانب آخر لأن العديد من الجزر الواقعة هناك متنازع عليها، والله يستر لأن الصين تقوم الآن ببناء ثاني أكبر الأساطيل البحرية العسكرية في العالم اليوم.
أمنـيـــــة
من أهم البيبان الجغرافية في حياتنا هو باب المندب عند مدخل البحر الأحمر، وهذا الباب يهم التجارة العالمية بأكملها لأنه يؤثر على الملاحة عبر البحر الأحمر وربط ذلك بالبحر الأبيض المتوسط. ولا مجال للتصرفات غير الناضجة في تلك المنافذ العالمية الحيوية مما يضيف أهمية دولية لدور الوطن في عاصفة الحزم، لأنها قضية تمس العالم بأكمله وليس مصالح الوطن واليمن الشقيق فحسب. أتمنى أن يعرف العالم هذه الحقيقة.. والله ينور البصائر بمشيئته.
وهو من وراء القصد. |
|