الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :شخصنة غير مقبولة!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/06/1436
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب
شخصنة غير مقبولة!
صحيح أن لكل شيخ طريقة، ولكل مسؤول فلسفة في الإدارة. لكن صحيح أيضا اتخاذ بعض المسؤولين قرارات يغلب عليها طابع الشخصنة بوضوحٍ ساطع.
لا يبدو من الطبيعي أن تُلغى قرارات فقط لأنها صدرت عن المسؤول السابق دون وجود مبررات تدعمها على أرض الواقع. قد يتم في بعض الحالات اعتماد برامج وأنشطة وفعاليات تدخل تمامًا ضمن اختصاصات هذا القطاع أو ذاك، وربما قد أنفق عليها من المال الشيء الكثير فضلًا عن أوقات العاملين وجهود المكلفين، ثم يأتي ذلك المسؤول فجأة فيلغي بجرة قلم كل ذلك الجهد والعرق والمال.. لا لشيء، وإنما ليقول: أنا هنا، وأنا أبخص، وأنا أعلم، وأنا أشد فهما وأحسن رشدًا وأقوم سبيلا. وفي الوقت نفسه هو يحاول التقليل من شأن المسؤول السابق، ويثبت أنه لم يكن جديرًا بالمنصب، ولا منتبها لمصالح الوطن، بل هو صاحب أجندة خاصة وممارسات ربما كانت مشبوهة.
هذه العينات من البشر قد تلمع بعض الوقت أمام كل الناس، وقد تلمع كل الوقت أمام فئة محدودة من الناس، لكنها لا يمكن أن تحتفظ بذات اللمعان الزائف طوال الوقت أمام كل الناس.
هذه العينات لا تلبث أن تنكشف أجنداتها ويثبت للناس أنها فارغة لا قيمة لها، فالذي لا يحسن إلاّ الطعن في الآخرين، وإلاّ التشكيك في ولائهم أو انتمائهم، وإلاّ الالتفاف حول من هم أمثالهم، سيسقط حتما ولو بعد حين، فهو خبث لا بد أن يزول لأن الله عز وجلّ لا يرضى للخبث علوا في الأرض ولا استمرارا في العبث والتدمير.
وكثير من هذه العينات تتلبس مسوحا متنوعة حسب ما تقتضيه مصالحها الخاصة، فهي أحيانا تزعم أنها وطنية حد النخاع، أو ليبرالية منفتحة تنشد التقدم للوطن والازدهار، أو ربما تحدثت باسم الدين فأصبغت على نفسها صورة المتدين، والدين منها براء.
وعندما تسقط هذه العينات يكون سقوطها مريعا مؤلما، ذلك أنها تتشبث بالمنصب تشبث الغريق بحبل النجاة، فبئس القوم هؤلاء، وأنعم بمجتمع يلفظ أمثال هؤلاء!!.

 
إطبع هذه الصفحة