الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :حقوق المطلقات
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 26/06/1436
نص الخبر :
محمد خضر عريف
حقوق المطلقات
 طلبت مني إحدى الأخوات المطلقات من القريبات أن أسأل لها عن حقوق المطلقة لدى بعض المسؤولين في الشؤون الاجتماعية، وبادرت بالسؤال لها وفوجئت بأنه ليست هناك أي حقوق أو ميزات تعطى للمطلقة مهما كانت أحوالها متردية، سوى ما يصرف من الضمان الاجتماعي لها ولغيرها من المعوزات ما لا يسمن ولا يغني من جوع. وما كانت هذه الأخت تريد السؤال عنه هو إمكانية تحمل رسوم المدارس أو الجامعات لأبنائها أو بناتها أو التكفل بأي رعاية صحية لها ولأبنائها أو ما شابه.
وعجبت لهذه الحال، وهذا الواقع المؤلم في مجتمعنا المسلم المتكافل المتراحم، وتذكرت حال بعض المجتمعات التي يسميها بعضنا (المجتمعات الكافرة) كالمجتمعات الغربية، ومنها المجتمع الأمريكي، فإن وقع طلاق بين رجل وامرأة في أمريكا، فإن القانون يقضي بأن تقاسم المرأة الرجل في ثروته وممتلكاته (فيفتي فيفتي) كما يقولون، مهما كانت طائلة وإن بلغت المليارات.
وذلك القانون رغم شدته ضامن قوي جدًا لحقوق المرأة المطلقة.
ولا يعني هذا بالطبع أن تلك القوانين الوضعية أرحم بالمطلقة من تشريعنا الإسلامي السمح العظيم، ففي القرآن سورة كاملة هي سورة الطلاق تبين حقوق المطلقة وحدود الطلاق بشكل كامل وواضح، ولكن مراعاة الأزواج لهذه الحقوق قليلة، وأصبح كثير منهم في مجتمعنا لا يرعون في زوجاتهم إلًا ولا ذمة، ويطلقون لمجرد الطلاق، للتهرب من المسؤوليات أو الأعباء، أو للرغبة في الزواج بأخرى.
في منطق معوج وصفاقة عجيبة وترديد ببغائي بأن الله أحل له أربعًا من النساء دون التفكير في الأسباب الشرعية والاجتماعية للتعدد.
وأقول وبالله التوفيق: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ويمكن لوزارة الشؤون الاجتماعية بقيادة وزيرها الهمام معالي الدكتور ماجد القصبي أن تخصص إعانات خاصة للمطلقات ولو كن عاملات أو موظفات، مثل التأمين الصحي لهن ولأبنائهن، أو تحمل مصاريف المدارس والجامعات الخاصة للأبناء والبنات أو السعي لدى وزارة الإسكان بتوفير مسكن لكل مطلقة إن كان سكنها مستأجرًا ومكلفًا ويمكن التفكير في سبل أخرى كثيرة، وولاة الأمر يرحبون بأي اقتراح لراحة المواطن ورفاهيته. خصوصًا هذه الفئة المظلومة المضطهدة مجتمعيًا التي لا حول لها ولا طول، وهي فئة المطلقات.

 
إطبع هذه الصفحة