الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :التعليم المثمر هو مشروعنا الكبير
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/05/1436
نص الخبر :
سالم بن أحمد سحاب
التعليم المثمر هو مشروعنا الكبير
سؤال كبير يتردد باستمرار: ما المشروع الاقتصادي الكبير الذي يمكن أن نتبنّاه بعيدًا عن النفط ومشتقاته؟ بمعنى ما المشروع الذي يمكن أن نُسخِّر له قدرًا ملموسًا من مواردنا المالية والبشرية لإنجاحه، وبالتعاون مع القطاع الخاص؟
ربما كانت الخيارات متعددة، لكنها حتمًا محدودة! وإذا أردنا تحديد ملامح مشروع كبير بحجم الوطن ومستقبله، فهل سيكون لمعالجة أوضاع قائمة؟ أم لرسم ملامح مستقبل قادم؟ هل هو رد فعل لمشكلات نعيشها مثل البطالة وضعف بعض الخدمات والفقر؟ أم أنه سينحي كل المؤثرات الحالية ليستشرف المستقبل البعيد؟
في معظم الدول المتقدمة لن تتجاوز الإجابة على سؤال مماثل مشروع التعليم. إصلاح التعليم هو كلمة السر التي لم تعد سرًا. بالتعليم وحده يمكن تنفيذ أي مشروعات أخرى بفاعلية أكبر وبكفاءة أعظم وبحضارية أرقى. مشكلتنا اليوم أن ركب التقدم الذي ننشده يتطلب أكثر من التعليم التقليدي الذي نعيشه، وأكثر من الخبرات التي نمتلكها. مشروع التعليم لا يعني مجرد أموال إضافية لبناء مدارس وكليات ومرافق، فذلك هو الجانب الأسهل. وإن كنا للأسف الشديد نختزل معظم التطوير فيه.
ومعالي وزير التعليم الجديد يدرك ذلك جيدًا، وربما سبق المجتمع كله في هذا المضمار. ولذا فهو مهتم بقضية تدريب المعلم وتطويره باعتباره الركيزة الأساسية في مشروع نهضوي تعليمي كبير. لكن ذلك ليس أيضًا كافيًا من وجهة نظري، إذ قد ينطلق المعلم، لكنه قد يتعرض لقيود مجتمعية كبيرة تحد من انطلاقته وتطالبه بالاستمرار على النهج الحالي ذاته من حيث تبسيط المادة العلمية والاعتماد على المذكرات والاكتفاء بوريقات للمراجعة في الاختبارات النهائية، أي أقل الكفاف التعليمي الممكن. وصدقوني حتى الجامعات قد ابتليت بشيء من هذا المرض العضال بحكم أن الكثير ينظر إليها بصفته استمرارًا لمراحل سابقة. ولكن بملابس فاتنة. في نظري أن أي مشروع تعليمي جاد يتطلب تغيير ثقافة المجتمع بأسره نحو الاستعداد لمعايير أكثر صرامة وجدية لاجتياز الطالب مقررًا أو صفًا أو مرحلة.
التعليم أساس كل مشروع وطني ناجح. وما لم نستوعب الدرس جيدًا فسنظل نراوح بين أفكار هنا وأفكار هناك مبتعدين عن علاج حقيقي مثمر لكنه مرّ كالعلقم.

 
إطبع هذه الصفحة