الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :كنا كده.. تشرق من جديد!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/03/1436
نص الخبر :

عبدالله مصطفى مهرجي

كنا كده.. تشرق من جديد!

وتدور الأيام دورتها، وتعيش مدينة جدة، جدة الإنسان، جدة التاريخ، جدة الحضارة، تعيش احتفالية سنوية كبرى وكرنفالاً حضارياً رائعاً، إنه مهرجانها التاريخي (كنا كده) كلاكيت للمرة الثانية، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وحرص واهتمام كبيرين منه شخصياً، في مثل هذه الأيام عاودتني ذكريات مع اعتماد منطقة جده التاريخية في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو وهي مرحلة مهمة من مسيرة العناية بجدة التاريخية وإحياء تراثها وذلك بفضل الجهود التي بُذلت لتنمية وتطوير هذه المنطقة التاريخية من خلال مشروع متكامل لتهيئتها كموقع تراث وطني، حيث إن مدينة جدة تعتبر من أهم المدن التي تتسم ببعدها التاريخي والإسلامي بحكم موقعها الاستراتيجي المطل على سواحل البحر الأحمر، وبوابة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، لذلك جاءت في مقدمة المدن لقيمتها التاريخية والتراثية والاجتماعية والعمرانية فسميت بمنطقة جدة التاريخية لما بها من معالم أثرية وتراثية شكّلت التاريخ الاجتماعي الزاخر لها، وحظيت باهتمام كبير من حكومتنا الرشيدة كونها تمثل تراثنا الشعبي وموروثاتنا الحضارية والثقافية، وحرصت على إقامة المهرجانات والفعاليات التي تعزز هذا الموروث وتربط الأجيال بالماضي التليد.
ومن وقتها تم الإعلان على أن تقام مهرجانات المنطقة التاريخية من كل عام تزامنا مع إجازة منتصف العام الدراسي وتستمر فعالياته لمدة 10 أيام، حيث أطلقت النسخة الأولى يوم 15/3/1435هـ ، وكان أول مهرجان من نوعه في مدينة جدة يستحضر الماضي الجميل ويربطه بالحاضر المشرق ويؤدي إلى تعزيز مكانتها كمصدر ثر للحضارة الإنسانية والأدب والتاريخ العربي والإسلامي، والمحافظة على المرتكزات التراثية والمقتنيات الحضارية، والإسهام في ربط الماضي العريق بالحاضر، وإتاحة الفرصة لأهالي جدة وزوارها في إمكانية الاقتراب عن كثب بحكايات التاريخ الماضي، وتعريف الأجيال الحاضرة بتاريخ وحضارة وعادات وتقاليد وإرث سكان هذه المنطقة التاريخية.
وهاهي مدينة جدة في مساء الأربعاء ٢٣ ربيع الأول 1436هـ تشهد حفل انطلاق فعاليات مهرجان جدة التاريخية بهوية جديدة تحمل شعار (شمسك أشرقت) تحت هذه الرعاية الكريمة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، في مهرجان ضخم يضم أكثر من 89 فعالية تراثية وترفيهية وثقافية وتسويقية، وأن ماتشهده هذه المنطقة التاريخية من عودة للحياة وإقبال من الملاك والمواطنين كان نتاج جهود بدأت قبل أعوام لتتحول من أماكن آيلة للسقوط إلى آيلة للازدهار.
ويهدف مهرجان جدة التاريخي في نسخته الثانية الذي يستمر 10 أيام، إلى إضافة القيمة العظيمة وتأصيل هوية منطقة جدة، وحث أهلها ومالكيها على الاهتمام بترميم مبانيهم وإعادة نبض الحياة إليها، والعمل على المحافظة عليها باعتبارها تراثاً لايقدر بثمن، والإسهام في تعزيز مشروع جدة التاريخية، وسيكون هذا المهرجان شاهداً على مواصلة العمل، للحفاظ على ما تحقق من نجاح في المحافظة على هذه المكتسبات، وفي تكثيف الجهود لتوعية الأجيال القادمة بقيمة هذا التراث الحضاري وبأهميته في تعزيز الانتماء لهذه الأرض الطيبة وهذا يتطلب جهوداً مضاعفة للتعريف بهذا التراث من خلال نشر الثقافة المجتمعية، وكذلك التعريف بحياة الآباء والأجداد وأهميتها في تعزيز التواصل بين الأجيال، حتى نصل إلى هدفنا الذي نعمل من أجله ونتطلع إليه .
يشهد المهرجان تنوعاً في فعالياته وعشرات البرامج والملتقيات والعروض التي تتضمن 4 مسارات تهدف إلى تجسيد صور اجتماعية لما كانت عليه المنطقة التاريخية، إضافة إلى العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية ومشاهدة أكثر من 20 مهنة وحرفة يدوية كانت سائدة في ذلك الزمان. وتشارك جامعة الملك عبدالعزيز جامعة المؤسس للعام الثاني على التوالى بجناح ضخم سمي (بيت جامعة الملك عبدالعزيز) يحكي تاريخ الجامعة وتطورها وأنشطتها كمكون ثقافي علمي هام في خارطة جدة الثقافية الحضارية على امتداد ٥٠ عاماً هو عمر الجامعة الحافل، وتساهم عمادة شؤون الطلاب، وعمادة شؤون المكتبات، وكلية تصاميم البيئة وكلية التصاميم والفنون والمركز الإعلامي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية الاقتصاد والإدارة ووكالة المشاريع في إبراز الدور الحضاري الكبير الذي تلعبه الجامعة في تكوين خارطة جدة الحضارية الثقافية الاجتماعية وذائقتها التراثية.
نأمل أن يخرج هذا المهرجان في أبهى صورة يتطلع إليها كل مواطن وزائر لهذه المنطقة التي تحفل بتاريخ عريق ندر مثيله يعكس أهميتها كمدينة تاريخية وحضارية واقتصادية وسياحية، وإحياءً للمنطقة من خلال إعادة نبضها التاريخي إليها واستشعار القيمة التراثية لجدة التاريخية.
تحية إجلال وإكبار لكل الجهات المخططة والمنفذة لهذا المهرجان الرائع وفي المقدمة إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة، وقلوب الجميع وألسنتهم تتوحد بالدعاء بشفاء والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الحاضر دائماً بيننا، سائلين الله له أن يطيل في عمره وهو بخير وعافية، وأن ينعم على بلادنا بالأمن والاستقرار والطمأنينة.
وأشرقت شمسك يا جدة وكنا كدة.


 
إطبع هذه الصفحة