الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الاختلافُ .. والمَنُّ
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/03/1436
نص الخبر :

عبد الرحمن سعد العرابي

 

الاختلافُ .. والمَنُّ

* الاختلافُ حكمةٌ إلهيةٌ عظيمةٌ..
لتنظيمِ الحياةِ.. وقبولِها في نفسِ الوقتِ
فإنْ بقيتْ الحياةُ على نمطٍ واحدٍ..
أصبحتْ مملةً ورتيبةً..
وكلُّ شيءٍ من حولنا أوجدَ له
المولى جلتْ قدرتُه تنوعاً في
اللغاتِ.. الألوانِ.. السحناتِ
الأديانِ.. المذاهبِ.. السلوكياتِ
المشاعرِ.. الأحاسيسِ.. التفكيرِ..
* والاعترافُ بهكذا حقائقَ
يُسهِّل ويُيسِّر على الناسِ
فاليومَ ونحن
نمتدحُ الغربيين وبعضَ الآسيويين
لاحترامِهم الاختلافَ
ننسى أنَّنا كُنَّا كذلكَ
فالحضارةُ الإسلاميةُ في عزِّ توهُّجِها
شهدتْ اختلافاتٍ
فكريةً.. مذهبيةً.. عرقيةً
في كلِّ حواضِرِها..
بغداد، قرطبة، القاهرة
وغيرها.. إلى حدِّ الإعجابِ
ولم تُنصبْ مع ذلك
المشانقُ.. أو أساليبُ المَنِّ.
* ومن الحكمةِ والتعقُّلِ..
التروِّي حينَ الاختلاف
مع الآخَر...
خاصةً إذا كان ذلك الاختلافُ
ماديّاً... أو فكرياً
لكنَّ المؤسفَ أن البعضَ
وفي لحظةِ انفعالٍ صبيانيٍّ
يظنُّ -وهو مخطئ بالتأكيد-
أن بإمكانِه..
قلبَ الدنيا رأساً على عقبٍ
إما لسُلطةٍ.. أو لمالٍ..
أو لجاهٍ يتمتعُ به..
وينسى هذا البعضُ أنَّ
نتائجَ ذلك سلبيةٌ بحتة
وأنَّ أوَّلَ ضحاياه
هو ذاتُه في صورتِه..
ومكانتِه بين الناسِ
الذين سيظنُّون أنَّه غيرُ متزنٍ..
وأن الحكمةَ خانته
* في كثيرٍ من النصائحِ
التربويةِ - القُدواتيةِ..
الإرشاديةِ.. المكتوبةِ
الدعوةُ إلى التبصُّر في العواقبِ
عند اتخاذِ القرارِ
بمناقشةِ كافةِ تفاصيلِه
واستشارةِ العقلاءِ
لا الحمقى والمنافقين
حتى يخرجَ وهو في
أحسنِ حالاتِه..
بلا انفعالٍ أو غضبٍ
وإلا كانتْ نتائجُهُ عكسيةً تماماً..
والمؤسفُ أن أمثلةً
من هكذا حالاتٍ كثيرةٌ جداً
في فضائِنا المجتمعيِّ..
يعجزُ عن حصرِها المرءُ..
وهذا -والله- معيبٌ في مجتمعٍ مسلمٍ


 
إطبع هذه الصفحة