الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :شبابنا.. القوى المساندة لدعم مسيرة هذه البلاد
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/10/1435
نص الخبر :

د. محمود إبراهيم الدوعان
شبابنا.. القوى المساندة لدعم مسيرة هذه البلاد
أثبت الشباب السعودي أنهم على قدرة فائقة من التفاني والإخلاص في مواجهة الكوارث والأزمات التي قد تحل بهذه البلاد، كتلك التي حدثت قبل عدة سنوات إبّان أحداث السيول التي مرت بها بلادنا، وقدموا بكل شجاعة واقتدار نماذج مميزة في مواجهة الأزمات، والعمل بروح الفريق الواحد على إزالة ما خلفته من دمار وخراب لحق بالأنفس، والممتلكات، والبُني التحتية لمعظم المناطق المتضررة. وقد تمثل عمل الشباب التطوعي في تقديم العديد من الخدمات الإنسانية التي يحتاجها المتضررون من: إنقاذ للأرواح، ومساعدة العديد من النساء، والأطفال، وكبار السن في اجتياز مواقع الخطر، ومساندة رجال الدفاع المدني في كثير من المواقع التي تحتاج إلى مساندة، والعمل الدؤوب ليل نهار في إعداد وتوزيع المواد الغذائية على المناطق المتضررة، والمشاركة الفاعلة في صيانة المباني المتضررة من جراء السيول، وإصلاح الكهرباء، ومواسير المياه، وتنظيف خزانات مياه الشرب، وغيرها من الأعمال الجليلة مما لا حصر له، والتي تحسب لأبناء هذا الشعب الوفي وتسجل في تاريخهم العريق.
لقد أثبت شبابنا أنهم على قدر كبير من تحمل المسؤولية، وتحمل المشاق حباً ووفاء لهذا الوطن، الذي نشأوا وتربوا بين جنباته، ونهلوا من خيراته، واكتسبوا العلم والمعرفة من منابعه الصافية، وتمسكوا بأهداب عقيدته السمحة التي تدلهم على الخير وتؤصلهم فيه.
شبابنا هم عمادنا بعد الله، ولا خير فينا إذا لم نأخذ بأيديهم نحو مستقبلٍ أفضل بإذن الله، والاستفادة منهم في العمل التطوعي لخدمة بلادهم ومجتمعهم، فنحن نحتاج إلى قوى مساندة تعزز عمل القطاعات الحكومية الموكل إليها الحماية المدنية، ومساعدة المتضررين في اجتياز مواقع الخطورة، والمساهمة في الأعمال الوطنية التي تحتاج إلى همة ودعم الشباب لخدمة أبناء هذا الوطن .
بلادنا تحتاج إلى فرق تطوعية مدنية مساندة مؤهلة تقوم بأعباء مدنية وقت وقوع الأحداث( لا قدر الله )، نريد أن يكون هناك مجموعات مدربة في مختلف التخصصات البسيطة التي يحتاجها المجتمع وقت حدوث الكوارث والأزمات، نريد كوادر وطنية للقيام بالأعمال التي تنجزها الوافدة الآن، ويغيب معظمها عند حدوث الأزمات، نريد دورات في الإسعافات الأولية، والإنقاذ، والأعمال المساندة، وما شابهها لتكون فرقاً جاهزة لمواجهة الحدث.
يمكن أن تنشأ إدارة متكاملة باسم المتطوعين يسجل فيها جميع الراغبين في العمل التطوعي، وسيرهم الذاتية، والأعمال التي يرغبون أن يشاركوا فيها، ولا يمنع من إشراك موظفي الدولة الراغبين في الانخراط في العمل التطوعي، وأخذ دورات في ذلك سواءً كانوا في القطاعات الحكومية أو الخاصة.
لقد آن الأوان أن نستفيد من قدرات شبابنا المتحمسين للعمل التطوعي ( ومعاملتهم كقوى بشرية داعمة )، واستدعاؤهم وقت الحاجة، لخدمة بلادهم ومجتمعاتهم في شتى المجالات، يدفعهم نحو ذلك النخوة والشهامة وحب عمل الخير كسباً للأجر من الله سبحانه وتعالى، وتفانياً في تقديم كل ما يسهم ويساعد في رفع شأن بلادهم، ورفع المعاناة عن إخوانهم المواطنين، ويحقق طموحات راعي نهضة بلادنا ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - وولي عهده الأمين، مقدمين خالص الولاء والطاعة لهذا الوطن المعطاء، مترفعين عن الأنانية وحب الذات عن خدمة بلادهم، والرد بشكل علمي وعملي على المشككين في قدرات أبناء هذا الوطن من الحاقدين والحاسدين وأصحاب الأهواء الضالة الطاعنين في كفاءة أبناء هذا الشعب، والتقليل من علو هممهم، التي أثبتت للجميع حسن معدنهم، وأصالة تاريخهم الذي توارثوه عن الآباء والأجداد الذين خدموا هذه البلاد المباركة لعقود من الزمن بكل أمانة وإخلاص..


 
إطبع هذه الصفحة