الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أرحمونا من الفتاوى الشاذة
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 26/10/1435
نص الخبر :

د. عبد الرحمن سعد العرابي
أرحمونا من 
الفتاوى الشاذة
* صرخةٌ أطلقها الدكتور محمد يوسف سباهيتش
مفتي دولةِ صربيا الأوروبيةِ
في ملحقِ الرسالةِ الصادرِ من جريدةِ "المدينة"
عدد الجمعةِ الماضية..
وهي صرخة لها أسبابُها..
فالمفتي وهو يشرفُ على
شؤونِ المسلمين
في دولةٍ أوروبيةٍ..
يصطدمُ بواقعٍ غيرِ
الذي يعرفُه مسلمو المشرق
كما سمَّاهم...
* وهذا الواقعُ يستوجبُ عليه
وعلى مسلمي صربيا
طريقة تعاملٍ وسلوكياتٍ
مختلفة عن ما يعرفُه
مسلمو المشرقِ
فالمشارقة يعيشون
في بيئاتٍ إسلاميةٍ بحتةٍ
يمارسون شعائرَهم الدينية
بكل حريةٍ..
المساجدُ والجوامعُ في كلِّ مكانٍ
والعباداتُ تُمارسُ بطبيعيةٍ
* أما من يعيشون في بيئاتٍ
غيرِ إسلاميةٍ
كما في
أوروبا
فأوضاعُهم مختلفةٌ..
حيثُ تقلُّ أماكنُ العبادةِ..
وتتواجدُ أعدادٌ كبيرة من
السكانِ بدياناتٍ ومذاهبَ وأفكارٍ متعددةٍ..
إضافة إلى قوانينَ وأنظمةٍ دينيةٍ
وكلُّ هذا يجعلُ المسلمين
يأخذون هذا التنوعَ في الحُسبان
في كلِّ تعاملاتِهم الحياتيةِ
* لكن ما قد تعانيه..
الأقلياتُ الإسلاميةُ
من أهلِ المشرقِ
هو كمُّ الفتاوى الشاذةِ
والتكفيريةِ والتي تطالُهم
ووسمُهم بسماتٍ هم
أبعدُ ما يكونون عنها..
كما أنَّ هذه الفتاوى الشاذة
واللغةَ التكفيرية
تضعُهم في مأزقٍ مع
أنظمتِهم السياسية
وقوانينِ دولِهم
حيث يتحولون إلى
"إرهابيين محتملين"
كما هي صورةُ الإسلامِ والمسلمين
في أيامِنا هذه والبركةُ
في داعش وقريباتِها..
* إن الفتاوى الشاذة
كثيراً ما تحوِّل حياةَ
المسلمين الأقلياتِ
إلى جحيمٍ..
لأنها -أي الفتاوى-
لا تتناسبُ وطبيعةَ البيئاتِ
التي يحياها المسلمون الأقليّة
فما يراهُ المشرقيُّ مخالفاً
لسببٍ أو لآخرَ
قد يكونُ غيرَ ذلك
في نظرِ المسلمِ الأوروبيّ..
ففهمُ تنوُّعِ الثقافاتِ
وتعدُّدِ البيئات
مهمٌ جداً لكلِّ مَن
يتصدَّى للفتوى..
حتى تكونَ فتواه متوافقةً
حقاً مع جوهرِ الإسلامِ

 
إطبع هذه الصفحة