الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :مشروع أطول مطل سياحي من قمم السروات
الجهة المعنية : 
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 22/06/1435
نص الخبر :


هذه العبارة من (مانشيت) صحفي تصدر عدة جرائد يومية سعودية يوم الاثنين 20 ربيع الآخر 1431 الموافق 5 أبريل 2010م، أما المانشيت كاملا بحسب جريدة الرياض ذلك اليوم فيقول بطول 30 كم وارتفاع 2500 متر فوق سطح البحر ــ مشروع سياحي لإنشاء أطول مطل سياحي من قمم السروات على سهول تهامة بالطائف.ولقد توقعت بناء عليه أن يكون المشروع قد اكتمل فقررت مع عائلتي قضاء يوم في الهدى مدفوعين بذكرى جلسات تأمل طويلة في زمن قد مضى على مشارف تلك المطلات الجبلية الجميلة. وقبل الوصول أوحت لنا جودة طريق الهدى الجبلي المزدوج الذي يعتبر مفخرة تنموية مميزة بأننا مقبلون على قضاء وقت جميل جدا فلا بد أن هكذا طريق يقود إلى موقع يستحقه. ولكن بمجرد الوصول بدأنا بابتلاع آمالنا وخيم علينا الصمت فقد وجدنا أنفسنا في وسط مدينة عشوائية البناء تتكدس فيها البيوت على الفنادق والمقاهي وغرف الإيجار والمطاعم الشعبية (اليمنية) التي لا تمت لتراث الطائف بأية صلة، وحتى مجرد الجلوس كان له إيجار. أما المطل السياحي فقد ضربت عليه أسوار متصلة لا يشبهها سوى أسوار كورنيش جدة وخلف تلك الأسوار بنيت فلل وقصور خاصة يستأثر سكانها فقط بمتعة الإطلالة السياحية الجميلة على تهامة. والغريب أن هذه الأسوار بنيت فوق خطوط اسفلت قديمة بنيت بأموال الدولة في فترة سابقة لإيصال السياح للمطلات. ودون هذه الأسوار بني طريق ضيق يتسع بالكاد لسيارتين متقابلتين وعرف بأنه (طريق الهدى الدائري) ولا أعلم هو دائري حول ماذا؟ فالمطلات محجوبة وممنوع الوصول إليها ولا يوجد أي منفذ إليها لتجد نفسك تدور حول تلك الخلطة العجيبة من المباني دون أدنى أمل بالحصول على موقف أو استراحة مفتوحة أو دورة مياه فكل ذلك للإيجار وإذا ما حاولت أن تستريح تحت ظل شجرة مهملة فلن تعدم وجود مخلفات بشرية (بول وغائط) تمنعك من الجلوس أما أكداس القمامة فحدث ولا حرج. وإذا ما بحثت عن عمال النظافة فستجد عددا قليلا من المغتربين الذين بلغ البؤس فيهم مبلغه فتحولوا إلى متسولين يستجدون الصدقة بإلحاح مؤلم ما يزيدك بؤسا فوق البؤس الذي تعانيه من مجرد خيبة الأمل التي تعيشها وأنت تدور بسيارتك حول المباني المتصلة دوران الثور حول السانية.ولإنقاذ يومنا قررنا الانتقال إلى (الشفا) لنفاجأ بأن من خطط الهدى هو نفسه من خطط الشفا بحجب المطلات وتكديس المباني في الوسط وإلغاء المساحات المفتوحة والطريق الضيق الذي تتزاحم فيه السيارات. ويزيد الطين بلة في الشفا كثرة الرواد وجلهم من المراهقين المتوترين الذين لا يتورعون عن الاعتداء بالضرب على أي كان إذا ما ضايقهم في الطريق أو أزعجهم وجوده أو حتى شكله.وبالمقارنة لمن لا يعرف الهدى والشفا سابقا فقد كانت بساتين متصلة على مد البصر ومطلات جبلية مفتوحة منها الداخلية على البساتين والخارجية على الأطراف (الشعف) التي تشرف على تهامة وتنبعث منها نسمات عطرية مخلوطة بقطرات الضباب والندى تشعرك فعلا بجمال الجنة إذا ما قدر لك أن تدخلها. وكان المستثمرون يبنون مخيمات مؤقتة قليلة الكلفة للسياح في الصيف في مواقع بعيدة عن المطلات لتزال بعد الموسم فلا تؤثر على الطبيعة السياحية المحمية على مدى قرون حتى أتى من لا يفهم معنى الحفاظ على البيئة والجمال ليقضي عليها في سنين قليلة.وعلى كل حال، قررنا العودة إلى جدة في نفس اليوم بعد أن صرفنا النظر تماما عن اكمال الرحلة أو حتى مجرد التفكير بتكرارها. وقبل النزول من طريق الهدى باتجاه الكر أسفل الجبل توقفنا قليلا عند سوق الفواكه الذي كان لا يبيع سوى المنتجات المحلية من فاكهة الهدى والشفا والطائف وبطحان وغيرها لنجده الآن وقد امتلأ بالفاكهة الأجنبية من كل مكان ويدار بالكامل من قبل عمالة أجنبية من جنسية واحدة تقريبا.وفي الختام أقول: سامح الله من سمح بتدمير هذه المصايف هذا التدمير المنهجي غير القابل للإصلاح وسامح من سمح للأفراد بتملك المطلات وحرمان الناس منها وسامح من ساعد في التوسع بالمباني على حساب البساتين والمساحات الخضراء وسامح من لم يضرب على أيديهم جميعا في الوقت المناسب وحسبنا الله ونعم الوكيل..

 
إطبع هذه الصفحة