الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :خلية أزمة!!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/06/1435
نص الخبر :

خلية أزمة!!!

د. أحمد سعيد درباس
الأحد 27/04/2014
خلية أزمة!!!
فاتحة: (قد يتغيّر الناس لسببين، إما أن يكونوا قد تعلّموا الكثير، أو تعرّضوا للأذى الكبير).
إذا ما سلّمنا بتعريف قاموس جامعة أكسفورد للأزمة بأنها: (نقطة تحوّل Turning Point في تطوّر المرض...) هكذا تحوّل يأتي في سياق إطار زمني عادة ما يتّسم بالصعوبة ناهيك بالخطورة المصحوبة بالقلق على المستقبل، مما يستوجب المبادرة لا بل والمجازفة في اتخاذ قرار حازم وحاسم في إطار زمني محدود وضاغط بغرض احتواء الأزمة والحد من تفاقمها وتطورها إلى كارثة قد يصعب معها ربما إلى درجة استحالة السيطرة عليها.
وزارة الصحة السعودية من أقدم الوزارات وأعتقها، يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة (1370هـ) أي مع تأسيس مجلس الوزراء، وقد تعاقب على قيادة دفّة العمل فيها (14 وزيرا)، 8 منهم من أهل المهنة (الطب) وقليل من أولئك من ترك بصمة أو مأثرة مشهودة (د. غازي بن عبدالرحمن القصيبي - يرحمه الله-) أعاد للوزارة هيبتها وللصحة العامة قيمتها وللمواطن الثقة فيها، (د. حمد عبدالله المانع) الذي كاد أن يبلسم الوطن بمجمله ووضع اللبنات الأولى للمدن الطبية والمستشفيات المرجعية التي أوشكت أن تؤتي ثمارها.
وعود على بدء إلى أزمة (فايروس كورونا) الذي أخفق إعلام وزارة الصحة في التعاطي معه وفق المعايير العالمية المتعارف عليها التي يأتي في مقدمتها الشفافية المتناهية والمصداقية في نقل المعلومات أو حتى توضيح الإجراءات المتخذة لمحاصرة الفايروس مما أفسح المجال للإشاعات في الظهور والتنامي لكي تحتل على حين غرّة المشهد الوطني وتربك وتيرة وإيقاع الحياة.
الإشاعة: (هي تضخيم الأخبار الصغيرة وإظهارها بصورة تختلف عن صورتها الحقيقية وذلك بالتهويل والتعظيم...) والإشاعة تختلف قطعا عن الشائعة: (التي هي مجرد أقوال مختلقة لأغراض خبيثة يتناقلها الناس بحسن نية دونما تثبت من صحتها أو التحقق من صدقيتها).
عذرا للاستطراد الآنف فالقصد منه تلافي الخلط الحاصل بين الإشاعة/ الشائعة في الأطروحات الإعلامية على نحو يربك المتلقي.
لقد وفّق وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه أيّما توفيق إذ جعل بداية عمله التعاطي مع الإعلام بشفافية عالية ومصداقية، وقد أعلن ذلك على الملأ وأردف ذلك بتكوين خلية أزمة/ غرفة طوارئ مختصة بإدارة أزمة كورونا، واستعان بمختصين من خارج إطار وزارة الصحة على المستويين الوطني والدولي، فهناك خبراء وعلماء سيصلون إلى المملكة يوم بعد غد الثلاثاء لينضموا إلى خلية إدارة الأزمة للمشاورة وتقديم الحلول والمقترحات الكفيلة بتوفيق من الله إلى محاصرة وخنق فايروس كورونا وتلافي تطوره أو تحوّله إلى وباء، هذه أولوية الوزير المكلف ثم بعدئذ أعانه الله على إعادة هيكلة وزارة الصحة وترشيقها بمعالجة الترهل الحاصل فيها والبيروقراطية التي تحاصرها، والغياب غير المبرر عن مواكبة التطور التقني في إدارة شؤونها على المستوى الوطني إلكترونيا.
كم نتمنى أن يبلغ مستوى نظامنا الصحي في المملكة مستوى نظام الصحة العامة المعمول به في بريطانيا العظمى (NHS).
وللحديث صلة، لا بقية عن وزارة الصحة لكي نسهم في أن تقوم هذه الوزارة من كبوتها وتتعافى من عثرتها.
* ضوء:
(لا تفسد فرحتك بالقلق، ولا تفسد عقلك بالتشاؤم، ولا تفسد نجاحك بالغرور، ولا تفسد تفاؤل الآخرين بإحباطهم).

 
إطبع هذه الصفحة