الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :روتينية خطب الجمعة
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/05/1435
نص الخبر :
ومضة شعاع
قبل أسبوعين تقريبا، قرأت خبرا يستحق التوقف، خصوصا من المسؤولين ذوي العلاقات، وهو أن 53.4% من المصلين لا يتذكرون موضوع خطبة الجمعة الماضية؛ لعدم تركيزهم على موضوعها أو بسبب الحضور المتأخر إلى المسجد، وقطعا لضعف ونمطية إلقاء الخطبة.
هذه الإحصاءات هي جانب من محصلة دراسة أجرتها وحدة استطلاعات الرأي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لمعرفة التأثير المجتمعي لخطبة الجمعة، وهي بادرة حميدة من المركز نتمنى تكرارها في مختلف القضايا.
لكن ــ في المقابل ــ نتمنى أن تكون هذه الدراسة قد بلغت أسماع المعنيين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وحركت ساكنا تجاه حقائق نعايشها كل جمعة، بل ليتها أجرت مثل هذه الاستطلاعات. فالهدف المرجو من الخطبة عظيم، وإذا كان أكثر من نصف المصلين غير منتبهين لها، فإن النتيجة غير مرجوة بل هدر لها، خصوصا أن الدراسة أوضحت أيضا أن نحو 74% لا يتواصلون مع أئمة المساجد في المعارف الشرعية.
إن دراسة وتحليل التأثير المجتمعي أمر مهم إذا أردنا أن تتحقق رسالة المسجد من خلال هذا اللقاء الأسبوعي في بيوت الله للارتقاء بسلوك المجتمع وقيمه وقضايا وتحولاته الاجتماعية المتسارعة، وتكريس روح الوسطية والمسؤولية الوطنية لأفراده تجاه نعمة الاستقرار والأمن، وتفعيل الروح الإيجابية البناءة.
نعم قد تكون نسبة كبيرة من المصلين مشغولين بأمورهم عن الخطبة، وحاضرين جسدا داخل المسجد وأذهانهم غائبة عن الاستفادة منها، لكن ماذا عن بعض الأئمة الذين يلقون الخطبة على طريقة (قل كلمتك وامشي) دون أن يحرك ساكنا في انتباه المصلين له، وتطوير طرق الإلقاء وليس مجرد رفع الصوت أو تغيير الخطبة الورقية بـ«الآيباد»، كما أن بعضهم لا يخاطبون الناس على قدر عقولهم ومنهم عوام كثر، ومن لا ينطقون العربية إلا بلهجة مكسرة يحدثوننا ونحدثهم بها في أمورنا اليومية.
إننا نقدر جهود وزارة الشؤون الإسلامية في مسؤوليتها الكبيرة والدقيقة لعمارة المساجد وتفعيل رسالتها، لكن ــ في الوقت نفسه ــ نتمنى تقييما لنتائج كل هذا الجهد والإنفاق، حتى تذهب النتائج أدراج الرياح، ومهما كانت أسباب المصلين، فإن مسؤولية الخطيب أساسية في اختيار الموضوعات المرتبطة بحياة الناس ومعاملاتهم، وأيضا مسؤول حتى في تنبيه بعض المصلين المتأخرين عن الخطبة أو المنشغلين عنها أو الذين يغالبهم النوم، والله الهادي إلى سواء السبيل.

 
إطبع هذه الصفحة